إعدامٌ في كلية الإعلام: غضبٌ وثورة طلابية.. وهذا ما قاله مديرها!
بدا واضحاً أنَّ الحركة الطلابية في الجامعة اللبنانية بدأت تستعيد دورها، خصوصاً في كليِّة الإعلام – الفرع الأوّل، التي شهدت خلال الفترة الأخيرة تحركات طلابيةٍ قادها مجلس طلاب الفرع ضدّ سلسلةِ قراراتٍ اتخذتها إدارة الكلية.
فمنذ صباح اليوم، تشهدُ الكليَّة موجة غضبٍ عارمةٍ من قبل الطلاب، الذي نفذوا حملةً كبيرةً على وسائل التواصل الإجتماعي، إحتجاجاً على قرار إدارة الكلية بحرمانِ 420 طالباً من الإمتحانات النهائية في الجامعة، بسببِ عدم التزامهم بنسبة 70% من حضور المحاضرات.
كلمةُ السِّر للحملة التي إنضوت تحت هاشتاغ #كلية_الإعدام، الذي احتلَّ على موقع “تويتر” المستوى الثالث بين الوسوم في لبنان، أطلقها رئيس مجلس طلاب الفرع علي عمر، الذي كتب على صفحة الجامعة: “الكل بيعرفني، وما بدّي عرّف عن حالي أكتر.. خمس سنين بهالجامعة كنت حد الطلاب وولا مرّا تخاذلت بحق او تراجعت عن مطالب محقّة.. هالخمس سنين كنت بالمجلس واليوم أنا مسؤول هيدا المجلس، ومش رح اقبل بالظلم التعسفي اللي صار اليوم ومش رح اقبل بهالمجزرة اللي فيها 420 اسم محروم من مواد امتحانات نهائية ! هالشغلة مش رح تمرق، ومتل ما كنت معكن وحدكن، انا اليوم معكن وحدكن اقوى من قبل، وغداً لناظره قريب”.
وعلى أثرِ ما كتبه عُمر، بدأَ الطلاب بكتابةِ تعليقاتهم على القرار. فقد كتبت الطالبة ديمة علوية: “انحرمنا انحرمنا ومش حيتغير شي ومش ح نوصل لشي لو كتبنامن اليوم لبكرا. في حلين ، اما التظاهر او مقاطعة الامتحانات. طلاب اعلام بدا تطالب بكرا بحقوق الناس ، مش عارفة تجيب حقها”.
كذلك، كتب الطالب محمد شحادة: “بالجامعة اللبنانية في كلية إسمها #كلية_الإعدام عفواً #الإعلام، بتقدم الطعن لانك بتعرف حالك شو كاتب بالامتحان واديش تعبت ودرست وحرام تسقط، بتطلع لتشوف الرد على الطعن، غير قابل للمراجعة”.
بدورها، كتبت الطالبة كوثر رسلان: “بيحكونا عن فساد الدولة وهني في مستنقع الفساد”.
من جهتها، كتبت الطالبة نور غساني: “حضور ال 70٪ خلّو للدكاترة مش للطلاب”.
وتعليقاً على الحملة الطلابية، أكّد مدير الكلية الدكتور رامي نجم في حديثٍ لـ”لبنان 24″ أنَّ “كلية الإعلام تعلم طلابها على حرية الرأي والتعبير، والإستعمال المنسق لوسائل التواصل الإجتماعي، ولكن في حال تمَّ التعدي على الكرامات، والإساءة للإدارة وللأساتذة في الكلية، فإنَّ ذلك يعتبر انتهاكاً لحرية الرأي، ويصنَّف في خانة القدح والذم، وسنعمل منذ صباح الغد على اتخاذ قراراتٍ بحق كل من أساءَ للكلية، وإتخاذ العقوبات تبعاً للنظام الداخلي للكلية”.
ولفت إلى أنَّ “عدد الأسماء الواردة في لوائح الحرمان هي 420 إسماً، وإذا قمنا باحتسابها مع عدد الطلاب الكلي في الجامعة، فإنَّ ذلك يؤشر على أننا حرمنا نصف الطلاب من الإمتحانات، وهذا أمرٌ غير صحيح”، مشيراً إلى أنَّ “هناك أسماء واردة مراتٍ عدَّة في موادٍ عديدة حرمت منها، وبالتالي، إذا قمنا بعمليةٍ حسابية بسيطة، وقمنا بضربِ عدد الطلاب الإجمالي في الكلية أي 980 بـ6، يكون الحاصل 5880، وبالتالي، فإنَّ نسبة المحرومين لا تتجاوز 8%، أي أنَّ المحرومين لا يتجاوزون 70 طالباً”.
وقال: “مع كل امتحان هناك لوائح محرومين، ويمكن أن يكون هناك أخطاء”، مشيراً إلى أنَّ “الإدارة اليوم، وبناءً لمراجعات عددٍ من الطلاب للأساتذة، تمَّ إعادة النظر في 7 أسماء، وتمَّ إصدار تعميم بشطبِ إسمهم عن لائحة المحرومين”.
وأكَّد أنًّ “لدى الإدارة شجاعة في التصحيح، وهي تقبل المراجعات من الطلاب، ولا تقفلُ باباً أمام أحد، ولكن مسألة الحضور هي مسألة لا يجب المساسُ بها، ونحن نعمل بناءً لنظامٍ وقانون، ولا نعمل في الفوضى، وسيتم درس كل حالة بحالتها، وفي حال ثبت أنَّ هناك طالبٌ ظُلم بالقرار، وكانت نسبة حضوره جيِّدة، سيتم إنصافه”.
وشدَّد نجم على أنَّه “لا يمكن مساواة الطالب المواظب على الحضور بالطالب الذي لا يحضر، وبالتالي فإنَّ المساواة هي أساسُ عملنا في كلية الإعلام”.
وعلى أثر تفاعل الطلاب الكبير، ونجاح الحملة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أصدرَ مجلس طلاب الفرع قراراً بتعليق الحملة، بانتظار الخطوات التي ستستكمل لمتابعة القضية. وفي إتصالٍ مع “لبنان 24″، أكَّد رئيس مجلس طلاب الفرع علي عمر أنَّ “المجلس تواصل مع مدير الكلية رامي نجم الذي أكَّد حرصه على تطبيق القانون، وشدَّد على متابعته لهذه القضية، ووعد بإعطاء كل طالبٍ حقه في حال كان مظلوماً بقرار الحرمان”، لافتاً إلى أنَّ “المجلس سيتابع مع الإدارة تفاصيل معالجة القضية”، مشدّداً على أنَّ “نظام الحضور في الجامعة يسري على الجميع، ولكن لن نرضى بالمظلومية”.
(خاص “لبنان 24” – محمد الجنون)