الحشيشة تزدهر في لبنان: سياسيون متورّطون مع “اللوردات”.. و”أبو علي” يكشف المستور
أعدّت الكاتبة في موقع “المونيتور” فرناند فان تيتس تقريراً عن ازدهار زارعة الحشيش في لبنان في ظل تردي الأوضاع في سوريا مستطلعة رأي التاجر “أبو علي” البقاعي ورئيس مكتب مكافحة المخدرات في قوى الأمن الداخلي العميد غسان شمس الدين.
في تقريرها، أوضحت الكاتبة أنّ “مصلحة” “أبو علي” شهدت نمواً بنسبة 60% مع اشتداد حدة التوترات في سوريا، مشيرةً إلى أنّ انشغال القوى الأمنية بالتصدي للتهديدات الأمنية ومنها السيارات المفخخة والمقاتلين الإسلاميين منذ العام 2012، مكّنه من زيادة مساحة الأراضي التي يزرعها فباتت تبلغ بـ300 فدان وبالتالي توظيف 40 عاملاً سورياً. وعليه، لفتت فان تيتس إلى أنّ “أبو علي” سيحصد بعد انتهاء مراحل الزراعة 1000 كليو من الحشيشة، ما سيدرّ عليه أكثر من 3 ملايين دولار سنوياً.
في السياق نفسه، أكّدت الكاتبة أنّ لبنان الذي يجرّم زارعة الحشيشة يُعدّ ثالث أكثر البلدان إنتاجاً لهذه النبتة وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مشيرةً إلى أنّ زارعة الحشيشة والأفيون ازدهرت إبّان الحرب الأهلية. من جهته، تذكّر “أبو علي” “الأيام الخوالي” تلك، كاشفاً أنّه اعتاد عبور الحواجز بالشاحنات المحمّلة بالحشيشة من دون أن يتم إيقافه.
إلى ذلك، تناولت فان تيتس محاولات القضاء على زراعة الحشيشة، ومنها الخطة الأميركية التي سعت إلى تحويل مزارعي هذه النبتة إلى صناعة الألبان في التسعينيات وانتهت ببيع 3 آلاف بقرة استوردت لهذه الغاية، ناقلة عن “أبو علي” قوله: “كانت كلها أكاذيب”.
وفيما تطرّقت الكاتبة إلى محاولات الدولة اللبنانية إتلاف محاصيل الحشيشة وذكرّت بمواجهة مسلحة بين الجيش ومزراعي الحشيشة تخللها إطلاق صواريخ وسقوط ضحايا في العام 2012، نقلت عن شمس الدين قوله إنّ مساحة أراضي زراعة هذه النبتة ازدادت مؤخراً، فباتت تبلغ بـ9 آلاف فدان تقريباً.
في ما يتعلّق بجهود شمس الدين التي تثني عليها وكالات عالمية ومنها “إدارة مكافحة المخدرات” الأميركية، أشارت فان تيتس إلى أنّها مكّنته من وقف نمو تجارة الحشيشة بنسبة 30% منذ العام 2012. في المقابل، كشفت فان تتس أنّ سياسين لبنانيين متورّطين في تجارة المخدرات، إذ لفتت إلى أنّ “أبو علي” يتأكّد من أنّ شحناته بـ”أمان” بمساعدة أحدهم. في هذا الإطار، أوضحت الكاتبة أنّ “أبو علي” يدفع الرشاوى و”يبقي عينه” على أفراد عائلة المسؤول السياسي ويحرص على أنّه قادر على التواصل معهم لـ”يطمئن باله”.
شمس الدين الذي لا يجوز لمكتبه تفتيش البضائع المستوردة والمصدرة وإقامة الحواجز بحثاً عن المخدرات في المطار والمرفأ وأي مكان آخر، أكّد أنّه عاجز عن الدفع للمخبرين، نظراً إلى عدم تخصيص ميزانية لذلك، فيقول: “هذه سياستنا.. تدرك بلدان العالم أجمع أنّه لا يمكن مكافحة المخدرات من دون تخصيص ميزانية لذلك. وفي لبنان، ليس لدينا ميزانية لهذه الغاية. فلا بد لنا من مكافحتها بأيدينا”.
توازياً، تخوّف شمس الدين من توقيف “لوردات المخدرات” بسبب انتمائهم إلى عشائر ذات تأثير كبير في لبنان وتدججهم بالسلاح، وشبّه إرسال 30 عنصراً لقتالهم بعملية انتحار، قائلاً: “يمتلك هؤلاء المجرمون شتى أنواع السلاح أمّا نحن فلا يمكننا الذهاب إليهم إلاّ بالكلاشنيكوف”.
ختاماً، ذكّرت فان تيتس بفرار “لورد المخدرات” علي نصري شمص بعد توجه دورية للقبض عليه إثر ظهوره على وثائقي عرضته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، خالصة إلى أنّ “أبو علي” يستعد لأفضل موسم حشيشة منذ سنوات ويأمل دوام فترة انعدام الاستقرار في سوريا لتزدهر تجارته أكثر.