كاتب اسرائيلي: على اسرائيل ان تكون جاهزة لأن حرب لبنان الثالثة تلوح في الأفق
في ظل استمرار الأزمة السورية، فإن احتمالات التصعيد مع حزب الله اللبناني تلوح في الأفق، ففي علم الاستخبارات العسكرية، يوجد مصطلح “ستة خطوات قبل انطلاق الحرب” وهذا سببه النقلة النوعية في منظومة الصواريخ التي يمتلكها حزب الله اللبناني خلال العشر سنوات الماضية منذ حرب لبنان الثانية، التغيير الأول كمي، كون حزب الله اللبناني في العام 2006 كان لدى حزب الله ما يقارب 15،000 صاروخ، أطلقت منها ما يقارب 4300 صاروخ على مدار 130 يوماً.
اليوم، فالمنظمة التي تدعمها إيران، يُعتقد أنها تملك 130،000صاروخ من المتوقع أن تكون قادرة على إطلاق ما يقارب 1،000 صاروخ في اليوم في حال اندلاع حرب جديدة، التغيرات الخمس الأخرى تعود إلى نوعيه الصواريخ التي يملكها حزب الله، فالصواريخ الآن لديها القدرة على ضرب الأهداف البعيدة، ففي العام 2006 استطاع حزب الله ضرب حيفا والشمال، اليوم بإمكان الصواريخ ضرب أي مكان داخل إسرائيل، بالإضافة إلى أن الصواريخ تحمل رؤوساً موجهه بشكل دقيق، والقدرة على الوصول لعمق مناطق العدو، ليس فقط كما حدث
في العام 2006 وتم إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني، حتى إن هذه الصواريخ بإمكانها إطلاق القذائف من مناطق تحت الأرض ومحصنة.
مثلاً: الصاروخ أم-600 صنع في سوريا وهو نسخة من الصاروخ الإيراني الفاتح 110ضمن نطاق حوالي 300 كيلومتر، و500 رأس حربية، مزودة بنظام ملاحي متطور معنى ذلك أن حزب الله بإمكانه ضرب أي هدف.
إسرائيل تعتقد بأن حزب الله يمتلك منظومة صاروخية بمئات الصواريخ من أم 600ومخزنة تحت الأرض بأماكن محصنة ومنازل عبر وسط وجنوب لبنان وتمتلك المنظمة أيضاَ صواريخ سكود والنوعية المتقدمة والمتطورة من هذه الصواريخ والتي تلقاها من سوريا لديها القدرة لمسافة 700 كيلومتر.
هذا يعني أن مبنى الكنيست في القدس ومفاعل ديمونا النووي ومحطة توليد الكهرباء في أشكلون جميعهم سيكون تحت مرمى صواريخ حزب الله، كما طور حزب الله إمكانياته على الأرض- فلدية حوالى 5000 مقاتل في لبنان ويقاتلون حالياً في سوريا في حين 2،500 مقاتل لقوا مصرعهم وبينما 6000 على الأقل مصاب فالمنظمة أصبح لديها خبرة قوية في الحرب البرية واحتمال المواجهة المستقبلية تكون معها صعبة في حال اندلاع حرب مستقبلية.
تقييم جيش الدفاع الإسرائيلي: أن حزب الله سيطلق صواريخ طويلة المدى خلال الحرب القادمة والنتيجة سببها عاملان الأول: الحزب يسعى خلال هذه الحرب لضرب إسرائيل ضربات سريعة وموجعة وذات خسائر كبيرة وبأقصى سرعة ممكنة.
الثاني: في الليلة الأولى من حرب لبنان الثانية في العام 2006 قامت إسرائيل بتدمير معظم صواريخ حزب الله طويلة المدى (المخزون الاستراتيجي) في ضربه جوية استباقية فالمرة القادمة سيسعى الحزب إلى ضرب هذه الصواريخ على إسرائيل قبيل تدميرها.
هذا الدمار المتوقع بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ دولة إسرائيل، سيكون عدد الضحايا كبير.
في حين إسرائيل أحرزت تقدماً هائلاً في مجال تطوير الصواريخ في السنوات الأخيرة والمنظومة الدفاعية من خلال القبة الحديدية وغيرها من الأنظمة الدفاعية التي سيكون الهدف الأول حماية المنشآت الحساسة كالقواعد العسكرية والمطارات وشركة الكهرباء ولن تكون قادرة على صد أى هجوم على أي قرية أو بلدة إسرائيلية.
هذا يعنى أن إسرائيل إذا أرادت تقليل الخطر الصاروخي فمعناه أن تكون أكثر عدوانيه من السابق. وهذا معناه تدمير البنية التحتية اللبنانية والفكرة التي برزت في العام 2006 لكن الحكومة ارتأت التفريق ما بين الحكومة (الدولة اللبنانية) وحزب الله اللبناني كون حزب الله منظمة صغيرة تشن عمليات من الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى أن جورج بوش كان يهدف إلى تعزيز وضع فؤاد سنيورة، وهو لن يكون مسروراً في حال تدمر البلاد بالكامل وتعرضها للقصف بشكل متواصل.
وما يعنيه ذلك عملياً هو أنه في الوقت الذي قصف فيه الجيش الإسرائيلي مدرجاً في مطار بيروت الدولي، فضلاً عن عدد قليل من الجسور في جميع أنحاء جنوب لبنان، فقد عثر عليه من محطات الطاقة الضخمة ومرافق المياه والقواعد العسكرية، وتم قصف المدرج والجسور لمنع حزب الله من نقل جنديين من جيش الدفاع الإسرائيلي المختطفين من البلاد ومن تلقي شحنات أسلحة جديدة من إيران.
لقد تغير الكثير منذ عام 2006، اليوم، عدد متزايد من الضباط في جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك رئيس الأركان الفريق الجنرال، ومنهم غادي إيزنكوت، وبعض أعضاء مجلس الوزراء الأمني، يدفعون صراحة من أجل تغيير نهج إسرائيل في حالة الحرب، ويستند هذا إلى أن حزب الله اليوم ليس كما كان عليه في عام 2006، يمكن شطبه كمنظمة صغيرة موجودة في لبنان، واليوم لا يحدث شيء في لبنان بدون موافقة حزب الله، سواء في الحكومة اللبنانية أو غيرها وكما ذكر ميشال عون الرئيس اللبناني في مقابله بثها الإعلام المصري في الشهور الأخيرة خلال زيارته للقاهرة “إن حزب الله جزء مهم ومؤثر في المجتمع اللبناني” وأسلحته لا تعارض المشروع الوطني، وهو جزء من منظمة الدفاع اللبنانية “لهذا السبب في الحرب المستقبلية- إيزنكوت وغيرة من الوزراء لا يجدون أي فرق مابين الحكومة اللبنانية وحزب الله– كلاهما وجهان لعملة واحدة.
مع ذلك تبقى أسئلة بدون إجابات، تحديداً حول فائدة هذه الضربات المعارضين لشن ضربات للبنية التحتية اللبنانية يخشون من إثارة القوى السنية في المنطقة ضد إسرائيل، التي ستحتاجها إسرائيل لتعزيز الاستقرار في لبنان بعد انتهاء الحرب، المؤيدون لمثل هذه الضربات ستكبح جماح حزب الله من توجيه ضربات مستقبلية لدولة إسرائيل وتحفيز “أصحاب القرار” في الدولة اللبنانية على تحجيم منظمة حزب الله اللبناني.
والجدير بالذكر، أن السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني يتذكر جيداً ما حدث للبلاد من دمار في مجال الاقتصاد والسياحة في حرب العام 2006.
ومهما تقرر بشأن البنية التحتية الوطنية في لبنان، فمن غير المرجح أن تستجيب إسرائيل لعدوان حزب الله مع التصعيد التدريجي كما حدث في عام 2006 أو في مختلف العمليات المناهضة لحماس التي خاضتها في قطاع غزة.
وخلال تلك العمليات، يبدأ جيش الدفاع الإسرائيلي عادة بأسبوع أو اثنين من العمليات الجوية، وبعد ذلك فقط- إذا لم ينجح ذلك-، وبسبب تطور ترسانة حزب الله الصاروخية، ستحتاج إسرائيل إلى ضرب المنظمة بكل ما لديها من قوة – على الأرض، وفي البحر، وفي الهواء، وعبر الإنترنت أيضاً.
ما أشبه اليوم بالبارحة، لأن سوريا تواصل الانهيار والتفكك، فالفرصة مهيأة لجولة جديدة من الصراع، إن هجوم إسرائيل على مستودع للأسلحة في سوريا في آذار/ مارس يبين مدى هشاشة الوضع هناك.
تخيل معي للحظة أن أحد المقاتلات الإسرائيلية تم إسقاطها من قبل الصواريخ السورية وبدأت سوريا بشن هجوم انتقامي رداً الغارة الإسرائيلية.
أو أن صاروخاً سقط على مدينة أو بلدة إسرائيلية!! كيف سيكون الرد الإسرائيلي؟ كيف سترد سوريا وحزب الله في المقابل؟
هذه الاسئله والاعتبارات التي تضع جيش الدفاع والمجلس الوزاري المصغر على حافة الهاوية، كون بعض الوزراء يتحدثون بصراحة عن “حرب شاملة” التي من خلالها تدمر إسرائيل كل مخزون حزب الله من الأسلحة قبل أن يستخدمها في موجة جديدة وقوية من الصراع مع إسرائيل.
الآن، إذا لم أكن على خطأ (الحديث للكاتب): مهما بلغت قوة حزب الله العسكرية فإسرائيل هي الأقوى ومهما آذى حزب الله وأوجع إسرائيل فإن إسرائيل ستوجعه أكثر وأكثر، وللعلم– مهما بلغت قوة حزب الله الصاروخية لن تستطيع مهاجمة أي بلدة أو مدينة على الحدود الشمالية.
في كل الأحوال، في منطقة مثل الشرق الأوسط، إسرائيل تحتاج للاستعداد وأن تكون جاهزة لأن حرب لبنان الثالثة تلوح في الأفق.