أزمة قطر الحادة تتحول إلى مزمنة
نشرت صحيفة”نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا بقلم راوي مصطفين عن الأزمة القطرية،يشير فيه إلى ضآلة فرص نجاح جولة تيلرسون المكوكية.كتب مصطفين:منذ البداية ظهر أن جهود الوساطة،التي بذلتها الكويت لتسوية الأزمة القطرية،ليست كافية.فقد رفضت قطر تنفيذ مطالب السعودية ومصر والإمارات والبحرين.وهذا دليل على أن الأزمة تطول وتتعقد.والآن تدخلت واشنطن فيها لإخراجها من الطريق المغلق الذي وصلت إليه.ومن أجل ذلك أوفدت وزير خارجيتها ريكس تيلرسون إلى الكويت يوم 10 يوليو/تموز الجاري،وفي اليوم التالي غادر إلى قطر للتعرف عن كثب إلى موقفها،ومنها إلى السعودية حيث التقى وزراء خارجية الدول الأربع، التي بدأت بمبادرة منها،المقاطعة الدبلوماسية لقطر.واستنادا إلى المعلومات التي حصل عليها،أعطى نصائحه بشأن التعامل اللاحق مع قطر:تخفيف المطالب أو على العكس من ذلك تشديد الضغوط عليها.ويمكن توضيح النشاط الدبلوماسي الأمريكي في منطقة الخليج بأنه قبل كل شيء يعود إلى عدم حصول ترامب بالتعاون مع السعودية وحلفائها المقربين على النتائج المتوقعة من جلد قطر علنا.فبدلا من تحديد علاقاتها بإيران، دُفعت إلى أحضان طهران وأنقرة.وهذا يعني أنه كلما ازداد تشديد الموقف من قطر، استفادت إيران المستعدة لمد يد العون واستعدادها لتوريد المواد والبضائع الأساسية، وفتح أجوائها ومياهها لكسر طوق الحصار.كما أن تركيا أرسلت بضعة آلاف من جنودها إلى قطر لمنع أي محاولة لغزوها. وعلاوة على هذا، يسبب استمرار الأزمة ظهرت صعاب جدية أمام نشاط القوات الأمريكية المرابطة في قاعدة العديد في محاربة “داعش” في العراق وسوريا. والأهم من ذلك كله أن خطط واشنطن الرامية إلى إنشاء حلف عسكري ضد إيران أصبحت مهددة بالفشل.
أي أن أمام تيلرسون مهمة صعبة. فبحسب مستشاريه؛ لتنفيذ مهمة الوساطة عليه استعراض “فن الممكن”. وتشديد العقوبات ضد قطر لا معنى له. لأن تنفيذ المتطلبات التي قدمتها الدول الأربع غير ممكن من دون انتهاك السيادة الوطنية. إضافة إلى أن تيلرسون عدَّ موقف قطر في رفض هذه المتطلبات عقلانيا. ومن جانب آخر، لا تريد الدول الأربع التنازل عنها. وكان هدف السعوديين من هذه المطالب هو إذلال قطر علنا،لأنها تجاسرت على “الأخ الأكبر”.بيد أن هذا المطالب المفرطة والثقة بأن واشنطن تقف معهم، عمليا حرمت الأطراف من إمكانية التوصل إلى مساومات سياسية.هذا، وبالطبع ستنفذ قطر بعض هذه المتطلبات حتى لو كان جزئيا،وقد تكون قد وافقت على ذلك.ولكن كما يبدو، فإن الإدارة الأمريكية أو الخارجية الأمريكية فقط أدركت أن السعودية وحلفاءها بالغوا في التحذير المهين الذي قدموه إلى قطر وعليهم التراجع تدريجيا عنه.وبحسب موقع عرب نيوز، يشير العديد من المسؤولين في واشنطن إلى أن جولة تيلرسون في منطقة الخليج لن تنجح في تسوية الأزمة، وخاصة أن تقارب أطرافها قد يتطلب عدة أشهر، وهذا يعني تحول النزاع من المرحلة الحادة إلى المزمنة.بحسب واشنطن بوست،فإن ما يعقد مهمة تيلرسون هو وجود موقفين مختلفين من هذه الأزمة في الإدارة الأمريكية: الرئيس الأمريكي يقف إلى جانب معارضي لقطر، فيما يحاول تيلرسون المناورة بين جميع الأطراف في فضاء ضيق جدا باستخدام الأساليب الدبلوماسية الناعمة وعلاقاته الشخصية السابقة.