أمر يحصل للمرّة الأولى يهزّ إسرائيل.. و’خيمة’ روسية لـ’حزب الله’
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالاً لمحلل الشؤون العربية تسفي برئيل، تطرّق فيه إلى الغطاء الروسي لـ”حزب الله” في مجلس الأمن.
وقال برئيل إنّ “تهديد روسيا باستخدام حق النقض “الفيتو” بمواجهة قرار تجديد مهمة القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان ”اليونيفيل” بحال تمّت إدانة الحزب أو إذا وصفه بالإرهابي، يعكس توجهًا يُمكن أن يقوّض المصالح الأمنية الإسرائيلية”.
وأوضح الكاتب أنّ “الفيتو، لو حصل في وقته، كان سيشهد على الخلافات الكبيرة بين روسيا وإسرائيل على الإتفاقات المقترحة بشأن سوريا”، وكشف عن شرخ عميق بين إسرائيل وروسيا حول إقامة المناطق الآمنة في سوريا، بسبب الوجود الإيراني و”حزب الله” بالقرب من الحدود الشمالية، وأيضًا الوجود الإيراني في كلّ سوريا.
وبنظر موسكو، فإنّ إنتشار “حزب الله” في جنوب لبنان وتطبيق القرار الأممي 1701، من القضايا الثانويّة. كذلك ترى روسيا أنّ “حزب الله” فريق سياسي شرعي، ومع ذلك سمحت وغضّت الطرف أحيانًا عن إعتداءات إسرائيلية على مواكب أسلحة للحزب أحيانًا. وسأل الكاتب: “إذا كانت موسكو ترفض اعتبار “حزب الله” إرهابيًا، فلماذا تسمح لإسرائيل بقصف شحنات الأسلحة؟”. الإجابة عن هذا السؤال تكمن في الإتفاقات بين إسرائيل وروسيا في التنسيق الأمني في سوريا، وضمان عدم إشتباكهما في الأجواء السورية.
ورأى الكاتب أنّ الدرع الروسي الذي قدّمته موسكو للحزب في الأمم المتحدة يعتبر اختبارًا للبيانات والتأكيدات الديبلوماسية الروسية لإسرائيل. ولا بدّ من التذكير بأنّ الإتفاق على مناطق خفض التصعيد الذي وافقت عليه الولايات المتحدة، لم يتضمّن إخراج “حزب الله” وإيران من سوريا، بحسب الكاتب.
وقال إنّ روسيا وإيران إتفقتا على أنّ قوات موالية لإيران سيعاد نشرها على الحدود الأردنية والإسرائيلية وأنّ القوات الروسية ستقوم بالإشراف على تنفيذ الهدنة في جنوب سوريا. وفي الحقيقة، تسعى روسيا الى ضمان وقف إطلاق نار يشمل كلّ سوريا، وهي رغبة تتشاركها مع واشنطن. ولتحقيق ذلك على موسكو أن تأخذ مصالح إيران بالحسبان.
ولفت الى أنّ إسرائيل كانت تعتمد على رؤساء أميركا للتحرّك أو لقيادة التحالفات الدولية لتجنّب التهديدات الإستراتيجية لإسرائيل، مثل البرنامج النووي الإيراني. إلا أنّ سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب جعله “عدائيًا” بعيون روسيا وبعض الدول الغربية، التي لا تندفع للتعاون معه لإحباط التهديدات.
وختم الكاتب بالقول إنّها المرّة الأولى في تاريخ إسرائيل التي يقوم فيها رئيس أميركي بدفع إسرائيل الى وضع، عليها أن تقسّم فيه خططها الإستراتيجية ما بين قوتين عالميتين متنافستين.