‘أمير’ خرج ليحضر الحليب لطفلته الرضيعة، فهجموا عليه وضربوه ثم دهسوه بدراجته النارية
““لم يرَ ابنتنا منذ اعتقاله قبل أكثر من شهر”، هذا ما قالته زوجة المعتقل أمير صرفندي من مدينة الرملة في فلسطين المحتلة في حديثٍ خاص للجرمق، والذي اعتقلته قوة من “المستعربين” بعد ضربه ضربًا مبرحًا في الثامن والعشرين من رمضان المنصرم الموافق 11/5/2021 من أمام منزل عائلته في الرملة.
وتروي زوجة المعتقل أمير تفاصيل ما قبل اعتقاله وتقول إنها طلبت من زوجها إحضار الحليب لطفلتهما الرضيعة بعد أن نفذ طعامها.
وتتابع للجرمق أنه بعد خروج أمير بلحظات دوت صافرات الإنذار واشتعلت المواجهات في الرملة فما كان منها إلّا أن بدأت بالاتصال للاطمئنان عليه، لكنّ أمير لم يُجب!
وتضيف، “قمتُ بالاتصال مرارًا..وبعد مدة أجاب على هاتف أمير شخصٌ غريب قال لي إنه وجد الهاتف مُلقًى على الأرض”.
وتؤكد للجرمق أنها في هذه اللحظات أيقنت أن مكروهًا وقع لزوجها، وتقول، “أصبحتُ أسمعُ أخبارًا متضاربة، لم أعد أستطيع التركيز، وتمنيتُ فقط أن أسمع أمير وأتحدث معه”.
وتتابع للجرمق، “منذ حوالي شهر لم يرَ أمير ابنته، ولا يسمحوا لنا بحضور المحكمة، ولا نستطيع الحديث معه أبدًا”.
وتقول إنها استطاعت سماع صوت زوجها بعد حوالي 3 أسابيع من إصابته، والذي أخبرها عما حدث معه.
في “إسرائيل” لا فرق بين المشفى والسجن
يروي شقيق المعتقل أمير، عائش صرفندي للجرمق تفاصيل الاعتداء على أمير وضربه قبيل اعتقاله، ويقول، “كان أمير برفقة زوجته وابنته الرضيعة في زيارة لمنزل العائلة”.
ويضيف صرفندي للجرمق أنه وبعد لحظات من خروج أمير من المنزل، اعتدت عليه قوة من المستعربين بتوجيه لكمة على وجهه، فما كان منه إلّا أن ركض بالاتجاه الآخر بحسب ما أخبر عائلته به.
ويؤكد أن القوة اعتدت على أمير بالضرب المبرح بعد أن استطاعت الوصول له، إذ اعتدى حوالي 7 من القوة المستعربة بضربه في السلاح على وجهه ورأسه.
ويُشير إلى أن أحد المستعربين صعد على ظهر أمير في دراجته النارية وداس بها على أجزاء من جسده.
ولم يسلم المعتقل أمير الصرفندي من بطش المستعربين، فبعد الاعتداء عليه بالضرب والسحل، اعتقلته القوة واقتادته إلى محطة الشرطة دون علاجه.
ويتابع شقيق المعتقل للجرمق، “قاموا باقتياده إلى محطة الشرطة، ولكن فيما بعد اضطروا لنقله بسبب حالته الصحية السيئة إلى المستشفى لعلاجه”.
وفي “إسرائيل” يتحوّل المشفى إلى سجن، فيقول صرفندي، “كبلوا يديه، ولم يسمحوا لنا برؤيته في المستشفى، فدخلنا لغرفة أمير رغمًا عنهم”.
ويتابع للجرمق أن ما حدث مع شقيقه آلمه وسبب له جروحًا في الرأس، اقتضى علاجها بـ 18 غرزة في رأسه.
ويُشير صرفندي أن أمير تأذى نفسيًا إلى جانب المعاناة الصحية والجسدية، فهو في حالة صدمة وعدم وضوح لقضيته، ويطالب بالوقوف إلى جانبه.
محاكمة مؤجلة للمرة السادسة
يؤكد عائش صرفندي للجرمق أن “إسرائيل” تماطل بمحاكمة شقيقه المعتقل منذ حوالي شهر، ويقول، “تم عقد آخر محاكمة منذ حوالي أسبوع لكنها تأجلت للمرة السادسة حتى تاريخ 30/6/2021”.
ويُشير إلى أن مماطلة المحكمة بسبب انتظار نتائج التحقيق مع العائلة، ويؤكد أن النيابة الإسرائيلية أمرت بإرسال محققة لاستجواب والد ووالدة أمير والحديث عن حياته الطبيعية.
ويردف أن المحققة لم تأت حتى الآن وبالتالي فإن المحاكمة تتأجل لحين الحضور.
ويضيف أن النيابة الإسرائيلية قامت بتوجيه تهمة حصلت عليها من الشرطة الإسرائيلية وهي إلقاء حجارة وتعدي على الشرطة، لكنّها “تهم باطلة وغير صحيحة”.