أنهوا تناول السحور ليخطفهم الموت على الطرق… رحيل جنى وابرهيم وحسين
الموت على الطرق استشرس يوم الثلثاء الماضي. انتهز سكون الليل، خطف روح شابة في عمر الورد على الفور، ليعاود بعد ساعات ويخطف روحَي صديقيها… رحلت جنى شحرور وابرهيم وسام الأسمر وحسين زين الدين، وأصيبت صديقتهم في #حادث سير مروّع على طريق الجمهور.
النزهة الأخيرة
في تلك الليلة المشؤومة، قررت مجموعة من الأصدقاء استقبال رمضان بتناول السحور سوية. انطلقوا من دون أن يتوقعوا أن الموت كان بانتظارهم على طريق عودتهم إلى منازلهم، حيث انزلقت السيارة التي كان يستقلها وسام وحسين وجنى، قبل أن تصطدم بعمود وبعدها تتدهور بوادٍ بحسب ما قالته محامية جنى، رانيا رزق لـ”النهار”، لافتة إلى وجود سيارة ثانية تضم مجموعة من أصدقاء المتوفين، لكن في التحقيقات لم تظهر حتى الآن، مشددة على أنها لم تطّلع على جميع المعطيات، وأن التحقيق مستمر.
طموح لم يتحقق
ما هو أكيد حتى الآن أن ثلاث عائلات فجعت بخسارة أبنائها. وبحسب ما قال أحد أقرباء جنى (ابنة بلدة هونين وسكان الضاحية) لـ”النهار”: “خسرنا شابة مرّت على الأرض 18 سنة، كانت من خيرة الفتيات، فتاة مجتهدة وخلوقة، كانت تتابع تعليمها طامحة إلى دخول الجامعة والتخصص في الطب، الا أنه للأسف فارقت الحياة قبل أن تحقق أحلامها”. وأضاف: “الضربة أتت على رأسها، فارقت الحياة على الفور، نقلت إلى مستشفى السان شارل حيث أعلن الأطباء الخبر الكارثي”.
كارثة لا تصدق
ما حصل أقل ما يقال عنه مصيبة. فمن كانوا بين عائلاتهم فارقوها من دون أي إنذار، ولفت قريب جنى إلى إن خسارتهم كبيرة، “رحلت فرحة المنزل تاركة شقيقتها الوحيدة من دون رفيقة درب، إلى الآن لا يمكننا تصديق أنها ليست بيننا، وأنها لن تعود لتملأ كل مكان تحل فيه فرحاً وأملاً”.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صور الراحلين، معبرين عن حزنهم العميق، طارحين علامات استفهام عن المدى الذي ستستمر فيه حوادث الطرق بخطف الأرواح، ناعين جنى وابرهيم وحسين، طالبين من الله أن يرحمهم ويلهم أهلهم الصبر على فراقهم، كما نعت مدارس القدّيس جاورجيوس “الطالبة المأسوف على صباها جنى شحرور من الصف الحادي عشر”.
لا يكاد يمر يوم من دون أن يكتب على شخص أو أكثر أن يسجّل اسمه بالدم على لائحة الموت على طرق لبنان.
النهار – اسرار شبارو