أنهى خدمته وكان الموت بانتظاره…رحل الرقيب أول في الجيش سامي الكسار ابن بلدة ببنين العكارية قبل أن يطمئنّ على ابنه في حادث سير مروع
تحت عنوان “أنهى خدمته وكان الموت بانتظاره… رحل الرقيب أول في الجيش قبل أن يطمئنّ على ابنه” كتبت أسرار شبارو في النهار:
من مركز خدمته في الهرمل استقل سيارته وتوجه إلى بلدته ببنين عكار، من دون أن يتمكن من الوصول بسبب حادث سير أنهى حياته على الفور. هو الرقيب أول في الجيش سامي الكسار الذي كُتب عليه أن يسجل اسمه على لائحة كُتبت بالدم بأسماء آلاف الشباب والشابات.
لحظات الفاجعة
نحو الساعة الثانية من بعد ظهر أمس حلّت الكارثة على البلدة العكارية. وبحسب ما قاله ابن عم الضحية رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار، مختار بلدة ببنين زاهر الكسار أنه “بعد مرور نحو 10 دقائق من خروج سامي من مركز خدمته في الهرمل، وقع الحادث المأسوي بين سيارته وسيارة يقودها طبيب من أبناء الهرمل”.
وأضاف: “لفظ سامي آخر أنفاسه على الفور. تم نقله إلى مستشفى الهرمل الحكومي حيث أعلن الاطباء وفاته، كما نُقل الطبيب إلى المستشفى حيث لا يزال يتلقى العلاج”، وعن كيفية وقوع الحادث، قال: “لا نعرف تفاصيله حتى الآن، فعندما وصل الخبر سارعنا إلى الهرمل لنقل الجثة، حيث أرسلت الشرطة العسكرية سيارة إسعاف للقيام بذلك ليلاً”، لافتاً إلى أن عائلة الطبيب تواصلت معهم لتقديم واجب العزاء.
رحيل قبل الاطمئنان على طفله
اليوم ووري ابن الـ33 ربيعاً في الثرى، رحل ميتماً 3 أولاد، وقال المختار: “قبل ساعة من الحادث المشؤوم كان سامي على تواصل مع زوجته عبر الهاتف، أطلعته أن طفله يعاني من ارتفاع في درجة حرارة جسده، أخبرها أنه عند وصوله إلى المنزل سيأخذه إلى الطبيب للكشف عليه، لكن للأسف رحل دون أن يطمئن على صغيره، وهو الوالد الحنون الذي كرّس حياته من أجل تأمين حياة كريمة لعائلته، فقبل فترة باع سيارة الـ بي أم التي كان يمتلكها حيث أراد التخلص من أقساط المصرف المترتبة على شرائه لها، واشترى سيارة رينو، حيث كان يقول إنه يريد التحرر من الديون ومن الفائدة كونها مخالفة للشرع”.
وأشار الكسار إلى أن ممثل قائد الجيش حضر تشييع سامي اليوم حيث تحدث عن “حيازته على تنويه من قائد الجيش ووزارة الداخلية، بسبب سيرته الذاتية الحسنة، فهو إنسان خلوق، عرف بابتسامته التي لا تفارق محياه وحبه للحياة، كما أحب الصيد والبحر”. وأضاف: “أعزي أهالي ببنين والمؤسسة العسكرية ونحن نلتزم بما تراه كون سامي إبن هذه المؤسسة التي لن تفرّط بحقه بالتأكيد”.
(النهار)