إبني يضرب الأطفال الآخرين … فما العمل؟
إن كنتِ أمّاً لطفلٍ عصبي وعنيد، فأنتِ تدركين جيداً شعور الإحراج الذي ينتابكِ في كلّ مرّة يقدم طفلكِ على ضرب طفلٍ آخر في حضرتكِ… ولكن، هل تساءلتِ يوماً عن الأسباب الفعلية التي تدفعه إلى القيام بذلك؟
إكتشفي معنا في هذا السياق أبعاد هذه المشكلة الشائعة، بالإضافة إلى الحلول التي بإمكانكِ إعتمادها لإبعاد هذا التصرّف السلوكي غير المحبّذ.
أوّلاً، لماذا يضرب إبني الأطفال الآخرين؟
على رغم أن مشكلة العنف ليست حكراً على الأطفال، إلّا أنّ دوافع حصولها في سنّ مبكر ليست خطيرة كما تظنين، بل شائعة فيي شكل كبير خصوصاً في أوساط الذكور. فضرب طفلكِ لولدٍ آخر ليس بالضرورة دليلاً الى أنّه متنمّر بطبعه، بل إجمالاً ما ينجم عن إصابة طفلكِ بنوعٍ من الإحباط، ليجد نفسه غير قادر على التعبير الكلامي عن غضبه. وبالتالي، فهو يلجأ إلى النقطة الأقوى لديه في التعبير، ألا وهي الحركة الجسديّة، التي تتفسّر بالضرب.
على صعيد آخر، قد يكون للمشكلة أبعاد أخطر وأكبر، فتعرّض الطفل لنوع من العنف، خصوصاً من قبل أحد أفراد الأسرة، قد يشجّع هذا النوع من التصرّف خلال لعبه مع الأطفال من سنّه، فيجد في الضرب متنفساً لكلّ الخوف والقلق الذي يعيشه. لذلك، إمتنعي تماماً عن إعتماد العنف الجسدي وحتى الكلامي مع طفلكِ، وراقبي جيداً طريقة تعامل أفراد أسرتكِ الآخرين معه لوضع حدّ لهذه المشكلة.
ما العمل للتخلّص من مشكلة ضرب طفلي للآخرين؟
إليكِ في هذا السياق بعض الخطوات الأساسية التي بإمكانكِ إعتمادها لتفادي حصول مشكلة ضرب طفلكِ للآخرين مستقبليّاً:
– إياكِ والعقاب: لا تلجئي على الإطلاق إلى عقاب طفلكِ في حال أقدم على الضرب، لأنّ معاقبتكِ إياه ستزيد من شعور الإحباط، الخوف والغضب لديه، ما سيولّد تزايداً في العنف في سلوكه مستقبلياً، حتى ولو تفادى القيام بذلك في حضرتكِ.
– علميه التواصل الكلامي: كما ذكرنا سابقاً، يلجأ بعض الأطفال إلى الضرب بسبب تفوق قدرتهم الجسدية على الكلامية في الدفاع عن أنفسهم والتنفيس عن المشاعر السلبية التي تنتابهم. لذلك، عوّدي طفلكِ أن يعبّر عن مشاعره من خلال الكلام والمصارحة، وذلك إبتداءً من منزله، ففي كلّ مرّة يبدأ بإظهار تصرّف عنيف، شجعيه على الهدوء والتعبير عمّا يجول في خاطره لحلّ الأمور.
– تأكدي من وجود دعم دائم له: خصوصاً وفي وقت لعبه، قد يلجأ الطفل إلى ضرب الآخرين في حال شعر أنّه ليس من دعم له أو ملاذ أمان يمكن أن يلجأ إليه للإشتكاء من شيء ما يزعجه في سلوك الأطفال الآخرين. لذلك، إحرصي على البقاء قريبة منه في وقت اللزوم، وعلّميه أن يلجأ إليكِ في حال تعرّض له طفل آخر، أو إلى الشخص المشرف عليه إن كان في الحضانة أو في عهدة شخص آخر.