احتالت عليه وخسّرته الالاف… فاحذروا منها
45 ألف دولار كلّفته شهادته “المزوّرة” التي لم يحصل عليها حتى يومنا هذا! اليكم قصّة شابٍ لبنانيٍّ وقع ضحيّة واحدة من عصابات تزوير الشّهادات في لبنان…
يُدعى ربيع منذر، تخرّج من واحدة من أكبر جامعات موسكو في العام 2006 حاملاً شهادة في الصيدلة. عاد الى لبنان ليمارس مهنته، ولكن كان عليه أولاً أن يخضع لامتحانات ليحصل على شهادة الكولوكيوم.
تُدعى غدير ي.، لبنانيّة، تزعم أنّه لديها “علاقات” قويّة جدّاً مع أشخاص في وزارة التربية. تعرّف اليها ربيع من خلال بعض الاقارب الذين نصحوه بالتعامل معها ليضمن حصوله على الشّهادة، فتوكّل المدعو خلدون ي. بمهمّة التّعارف… وحصل اللقاء.
يؤكّد ربيع لموقع الـmtv الالكتروني أن “غدير” أكّدت له أنّها صاحبة نفوذٍ قويّ في حقل التعليم في لبنان، فهي قد حصّلت شهادات رسميّة عدّة لطلاّبٍ في الجامعات ولتلامذةٍ في المدارس، وكلّ ما يتطلّب للحصول على الورقة “السحريّة”، هو مبلغٌ من المال يقسّط على دفعات عدّة.
سدّد ربيع مبلغ 26 ألف دولار لـ “واهبة الشهادات” التي وعدته بأن يحصل على الورقة بعد يومين من الامتحانات. أرفق مبلغ المال المذكور بشهاداته وصوره وإفادة السّكن وغيرها من أوراقه الرّسميّة. إلاّ أن ملفّه كان ناقصاً على ما يبدو، فطلبت منه غدير أن يسدّد مبلغ 15 ألف دولار إضافيّاً للتسريع في المعاملات، فعمد الى أخذ قرضٍ من البنك ودفعه لها.
يوم الامتحانات، كان ربيع قد جهّز نفسه للحضور الى المكان الذي حُدّد للطلاّب من دون عناء الدّرس ضامناً الشّهادة بعد وعود غدير، إلاّ أنّها اتّصلت به صباحاً لتطلب منه البقاء في المنزل، وأعلمته أن هناك من سيحضر من قبلها ليقوم بالواجب “شكليّا” فقط، ولكنها كانت بحاجة لمبلغٍ إضافيٍ من المال “كون المعاملة تمرّ على عددٍ كبيرٍ من الاشخاص الذين يتوجّب رشوتهم”.
باع ربيع سيّارة أخيه ودفع لها المال وانتظر أيّاماً وأشهراً وسنوات ولم يحصل على الشّهادة التي وُعد بها. وكلّما اتّصل بتلك المرأة كانت تقول له إنها بحاجة لمزيد من الوقت ولبعض الاموال الاضافيّة، حتى وصل المبلغ الذي دفعه لها الى 45 ألف دولار.
ربيع عاد الى روسيا حيث يعمل اليوم في قطاع المطاعم بعد أن علم أنّه بحقّ غدير ي. مذكرات توقيفٍ بجرم النّصب والاحتيال، هي التي لم يتمّ توقيفها من قبل القضاء بالرّغم من أنّه كان من السّهل جدّا حصول ذلك.
هذه هي قصّة هذا الرّجل الذي قد يلومه البعض على لجوئه الى مساعدة مزوّرة وتصديقها، باعتبار أن “القانون لا يحمي الاغبياء”، إلاّ أنه تعلّم درساً لن ينساه وأراد أن يشاركه مع غيره علّهم يأخذون عبرة منه، وعلّ العدالة تقتصّ من “غديرة الشّهادات”…
(الصور المرفقة لغدير وخلدون ولشهادة مزوّرة لأحد أصدقاء ربيع منذر)