الآذاريون في حفل الولاء .. هل من نظرة؟ بقلم الاعلامية فاطمة سلامة
فاطمة سلامة :
لا يمكنك وأنت تُشاهد حفلة “الجنون” التي وصل اليها فريق الرابع عشر من آذار أمس إلا وأن تعلم حجم “الجفا” السعودي لهم. هؤلاء لا يهنأ لهم عيش أو تطيب لهم حياة بلا مرجعيتهم الأم. لا بأس في المغامرة بوطنهم، أولياء النعمة أولى. بدا هذا الفريق ملكياً أكثر من الملك. أراد أن يخفض جناح الذل لأمراء المملكة. الرياض لم تعد تضع كل بيضها في السلة الحمراء. الحريري الابن أول المتضررين بعد أن سادت نظرة سعودية حياله بعدم بلوغ الصبي سن الرشد السياسي. فكّر الرجل ملياً بعد أن طرح سؤالاً عريضاً: كيف يمكنني أن أسترجع رضا المملكة؟ وجد السبيل. وجه دعوة للتوقيع على ما يُسمى “وثيقة العروبة”، علّ مساعيه تُثمر هذه المرة، فيفوز فريقه بنظرة ملكية تُجدّد لهم صلاحيتهم المنتهية في مملكة “الخير”. لبى الرفاق الدعوة، شاركوا في نوبة الطاعة. لم ينقص مراسم التمجيد والولاء سوى حضور الملك سلمان ونجله شخصياً ليكتمل المشهد. هذا يحدث، ولكن في أضغاث أحلام “صبيان المملكة”. عندها، لا أحد يضمن ماذا سيحصل لهؤلاء. الكل سيسارع الى الأمير، وقد يُسقط زميله أرضاً، بركاتك سيدي، طال عمرك مولاي.
تهافت الحاضرون لحجز مكان لاسمهم على العريضة المذكورة خوفاً من نفاذ الخانات. سخرية القدر، افترضت إفراز مساحة كبيرة لكل خانة. بوضوح دوّن سعد رفيق الحريري اسمه على رأس القائمة. كذلك فعل، زميله فؤاد عبد الباسط السنيورة الذي حرص حتى في التوقيع على جعل الاسم معروفاً. الأخير تفنّن في خطّ الاسم جيداً. بالصف وقف الآذاريون. لولا العيب والحياء لبدا هؤلاء كالصغار، يقول أحدهم للآخر “دوري قبل دورك”. التنافس على جبر خاطر السعودية المكسور في حفل الولاء والبيعة حدا بأحدهم الى تلمس رأس القلم إن كان رصاصاً أو حبراً ليضمن ثبات اسمه في اللائحة. لا بأس في أن يمسك ثلاثة بالعريضة، حتى ولو كان الانحناء ضرورة. السمع والطاعة لجلالة الملك مُنى هؤلاء. ومن يدري قد يضحك القدر لهم فتُفتح جيوب المملكة أمامهم من جديد.
يعيدنا المشهد في بيت الوسط الى حفل البيعة للملك سلمان عندما حضر صورياً وتمت مصافحته على وقع آيات التبجيل. كُثر من عامة الشعب شاهدوا بأسف المسرحية الآذارية على الهواء مباشرة. انتقدوا رجاء الحريري الابن لأسياده الملكيين بعدم التخلي عن لبنان. لم يفهموا أصلاً الدافع وراء كل هذا التمني. ردّد أحدهم “وكأن خيرات السعودية توزع علينا يُمنة ويسرة”. ليتهم جمعوا عريضتهم للتضامن مع فلسطين، قال آخر، لينتهي حفل الطامعين بنظرة. فقط نظرة من الأم الحنون، تعيدهم الى الزمن الجميل أيام “القناطير المقنطرة” من الدنانير تفتتح معها صفحة جديدة يعفو فيها الملك عما مضى.
نشر هذا المقال للاعلامية فاطمة سلامة على موقع العهد الاخباري الالكتروني
لمشاهدة نص المقالة في موقع العهد الاخباري إضغط هنا