البرازيلي اختفى: صلاح عز الدين بنسخة جديدة والخسائر 50 مليون دولار
في الحادي عشر من كانون الثاني الجاري، نشر محمد مسلماني على حسابه على موقع فايسبوك، رسالة وجهها إلى أهالي بلدته الشعيتية (قضاء صور)، شكرهم فيها «على دعمهم لشركته TRUST PLUSS، وعلى تحملهم للفترة الزمنية التي تأخرنا فيها عن الدفع من دون أي تذمر».
نشر هذه الرسالة في محاولة منه لوضع حد للشائعات التي طاولت عمله، وتحدثت عن نكسة مالية أصابته، ووضعت في مهب الريح ملايين الدولارات من الودائع التي وضعها عدد من أبناء الشعيتية بحوزته لتشغيلها مقابل فوائد مالية شهرياً.
مسلماني الملقب بـ»البرازيلي» (لأنه شغوف بكرة القدم ويشجع المنتخب البرازيلي)، كان يلعب بالمودعين طيلة سنتين.الشبهات سبقت الشائعات وحامت حول الشاب (27 عاماً) الذي لا يملك ثروة ولا شهادات علمية، لكنه استطاع إقناع العشرات بإيداع مبالغ مالية لديه وتشغيلها في البورصة ومشاريع أخرى. الفوائد التي كان يعطيها لزبائنه الأوائل (وصلت إلى 120 في المئة)، وهو ما اغرى الكثيرين، ما زاد عدد الزبائن على نحو مطرد في الأشهر الأخيرة. مثّل البرازيلي ظاهرة في منطقة صور وذاع صيته كمراب ناجح. في المقابل، كان عدد العاطلين من العمل في الشعيتية يزداد: «لماذا نتعب ونعمل، ما دام معاش البرازيلي جاهزا آخر الشهر؟».
الأجهزة الأمنية، من استخبارات الجيش إلى قوى الأمن الداخلي، استدعت البرازيلي للتحقيق معه بشأن كيفية استثمار أموال المودعين. وبرغم أن المبالغ المودعة لديه كانت كبيرة والشائعات لازمته، إلا أن الأجهزة كانت تتركه بعد كل جلسة تحقيق، ولم تتخذ اي إجراء بحقه تفادياً لمصير يشبه مصير صلاح عز الدين، امبراطور المال الذي أعلن إفلاسه ودخل السجن.
المخاوف كثرت أخيراً في الشعيتية بعد تأخر البرازيلي في دفع الفوائد في الموعد المعتاد وانتشار أنباء عن اختفائه بعد انتكاسته المالية، لكنه سريعاً كان يظهر مجدداً ويعد بالدفع. قبل أسبوع، دخل أحد أعمامه على الخط واعداً بدفع مستحقات المودعين. في وقت سارع فيه البعض إلى سحب ودائعهم قبل الإفلاس المحتوم.
قبل يومين، وقعت الواقعة. اختفى البرازيلي قبل إعادة الأموال إلى أصحابها. بحسب مقربين منه، غادر إلى بيروت، محاولاً مغادرة لبنان، لكن أحد زبائنه عاجله برفع شكوى ضده أمام مفرزة صيدا القضائية. وكيل المدعي المحامي سليم برجي لفت إلى أن النائب العام الإستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان وضع يده على القضية وأصدر فور رفع الشكوى قراراً بمنع سفر البرازيلي. وأكد برجي أن شركة محمد مسلماني غير مرخصة وعملها غير قانوني. المفرزة استدعته للتحقيق معه لكنه لم يحضر. أمس، استدعي للتحقيق اثنان من الوسطاء العشرين الذين كان البرازيلي يستخدمهم في تعامله مع المودعين طوال العامين الماضيين.
الشعيتية منكوبة. ماذا عن نحو 50 مليون دولار تمثّل قيمة أموال المودعين التي لا تزال بعهدة البرازيلي؟ لا جواب واضحاً حتى الآن، إلا أن عائلة البرازيلي لا تزال تتعهد إعادة المبالغ. فهل وحده البرازيلي يتحمل المسؤولية أم يتشاركها المودعون الذين غامروا بالربا بعد توالي ظواهر صلاح عز الدين؟