البزري | لبنان على مستوى عالمي في الجرعة الثانية من اللقاح ولكن؟
كتبت رجاء الخطيب في الديار:
في ظل تقلبات وتطورات سريعة لإنتشار فيروس كورونا حول العالم وخصوصاً مع تفشي متحور دلتا السريع الإنتشار، لا بد من التشديد والتأكيد حول مدى أهمية سبل الوقاية كافة وعلى رأسها اللقاح.
ما زلت وتيرة التلقيح في العالم تسير بحذر وبشكل متصاعد، بينما في لبنان تشهد عملية التلقيح بطئاً أكثر من دول أخرى. فما ما هو سبب التباطؤ هذا؟ وأين أصبحت الجرعات الإضافية من اللقاحات الموعود بها لبنان؟
للغوص أكثر في الموضوع، قامت “الديار” بالإتصال برئيس اللجنة الوطنيّة لإدارة لقاح “كورونا” الدكتور عبد الرحمن البزري الذي أكد أن ماراثونات التلقيح مستمرة وأنه يجب التأكيد على المسجلين ممن لم يتلقوا اللقاح بعد على إستمرار رغبتهم بتلقيه كونه يوجد الكثير من الشكاوى عن طول فترة انتظارهم للحصول على موعد من ناحية،
ومن ناحية أخرى حصل تأخر بسيط في وصول اللقاحات إلى لبنان مؤخراً. البزري أكد أنه في دراسة حديثة اجرتها الجامعة الأميركية مع الوزارة اظهرت النقاط أو المناطق التي تشهد إنتشاراً أكثر للفيروس والنقاط أو المناطق التي تكون عملية سير التلقيح بها بطيئة،
وبناءً على النتائج إنه لمن المجدي أكثر أن يكون التلقيح موجه عوضاً عن ماراثونات شاملة كي تكون الخطوات هادفة أكثر. البزري تخوف من أن تطول الأزمة الحالية من إنقطاع للفيول كونه وعلى الرغم من قدرات المستشفيات التي تتضاءل يوما عن يوم، إلا وأنها كمراكز تلقيح ما زالت قادرة حتى اللحظة على تأمين التغطية الضرورية بالحد الأدنى.
وعن وتيرة التلقيح، إعتبر البزري أن لبنان يقارع المستوى العالمي في ما خص الجرعة الثانية، انما ما زال متأخراً قليلاً في الجرعة الأولى، وبالتالي المطلوب قليلاً من تسريع للوتيرة خصوصاً وأن لبنان موعود بدفعة كبيرة توازي حوالي نصف مليون جرعة من لقاح فايزر بحلول شهر أيلول، وبالتالي علينا المضي قدماً في السباق مع المتحور قبل أن يصبح أشد فتكاً أو قدرة على تفادي اللقاحات.
وعن المناعة المجتمعية قال البزري أن أفضلها هو ما يتم الحصول عليه من اللقاح وليس من الإصابة لما لها من تبعات قد تكون خطيرة، فكون ٢٠٪ تلقوا الجرعة الثانية من اللقاح، و٣٠٪ تلقوا الجرعة الأولى،
بالإضافة الى إصابة ما مجموعه ٦٠٠ ألف شخص، فإنه من الممكن القول بأن لبنان حصد نحو ٤٠٪ إلى ٥٠٪ من المناعة المجتمعية وهي نسبة لا بأس بها وفق البزري نفسه، و لكن يجب رفعها بوقت أسرع عبر اللقاح خصوصاً و أنه يتم إعادة النظر في نظرية المناعة المجتمعية ككل على صعيد العالم في ظل تفشي المتحورات المختلفة.
أما فيما خص الحديث عن الجرعة الثالثة، أكد البزري أنه بوشر العمل بها في الولايات المتحدة كونها قادرة على ذلك لطفرة اللقاحات، حيث باشرت باعطائها لمن اظهرت التحاليل عدم تجاوبهم بشكل كاف مع الجرعتين،
وهي تنوي اعطائها لمن هم فوق الستين عاما وكانوا قد تلقوا الجرعة الثانية منذ الثمانية أشهر. اما في لبنان فقد أكد البزري أن الموضوع قيد الدراسة ولكنه يفضل أن يتم تغطية أكبر عدد من المقيمين والمواطنين باللقاح من الجرعة الأولى عوضاً عن المباشرة في الجرعة الثالثة،
معتبراً أن العالم بأجمعه سوف يحتاج إلى جرعة ثالثة دون معرفة الزمان أو الطريقة بعد كونه أمرا مرتبطا مباشرة بتوفر العدد الكافي من اللقاحات. وعن أعداد كورونا الحالية، إعتبر البزري أنها متوقعة مع فتح المطار والتفلت من الاجراءت الوقائية خصوصاً مع قدرة الدلتا على الإنتشار السريع،
ولكن ما هو جيد في هذه الأرقام في نظره أن معظمها معتدل وخفيف ولكن لا ينفي عدم وجود إصابات شديدة ومنها ما هو بحاجة لعناية مشددة إضافة إلى عدد من الوفيات.
البزري شدد أن المشكلة الأكبر تتمثل في الضغط على النظام الاستشفائي الذي شارف على الإنهيار التام وبالتالي ما قام به في بداية الوباء لن يكون قادرا على القيام بربعه حالياً في ظل ما يجري، لذا من المبكر الحديث عن إغلاق للبلد خصوصاً وأن اللجنة لم تقدم أي توصية بالإغلاق إلى المجلس الوزاري المصغر، بالإضافة إلى وجود العامل السياحي حالياً والذي يستوجب مراقبة من بعد إنتهاء الموسم لمعرفة كيفية سير الأرقام ليبنى على الشيء مقتضاه.
وفي ختام الحديث عبر البزري عن رفضه إشتراط الحصول على اللقاح للدخول إلى بعض المرافق كونه في بداية الأمر اللقاح إختياري، ومن ثم كون الدولة لم توفر بعد الكميات الكافية التي تغطي الجميع ليتم بناءً عليه فرض هكذا نوع من الشروط.