الجميل | مخطّط ‘جهنمي’ لـ إركاع لبنان
“إفتتح الرئيس أمين الجميل, اليوم الجمعة, “حديقة بيار” جانب البيت المركزي في الصيفي في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الوزير والنائب بيار الجميل.
وخلال الإفتتاح ألقى الرئيس أمين الجميل, كلمة جاء فيها, “حديقة بيار” أيها الأحبة هي واحة أمل وتأمّل، نضيء في رحابها شمعة، بدل أن نلعن الظلام الدامس الذي لفّ لبناننا الغالي, خمس عشرة سنة انقضت على استشهاد بيار، وشمعته لمّا تزل مضيئةً ترمز الى قضية وطن وآمال شعب”.
وأضاف, “الاحتفاء اليوم هو في ساحة الشهداء بالذات، في المكان ذاته الذي جمع بيار ورفيق وجبران وسمير، كأنه قد اكتمل الآن النصاب السيادي, هي الساحة حيث التقت الكتائب والنجادة عام 1943 لمواجهة الانتداب الفرنسي والمناداة جهارا بالاستقلال والسيادة وهي الساحة حيث سقطت منذ 84 عاما أول نقطة دم من جبين بيار الجميّل الرئيس المؤسس فكانت هي الشعلة الاشارة عام 1937 لنضال طويل وجامع يؤسس لاستقلال لبنان”.
وتابع الجميل, “الاحتفاء اليوم في ساحة الشهداء يعني أن نضال الشهداء لا يعرف التعب، لا يعرف الملل، لا يعرف الكسل، بل يبقى وجه النضال بهياً لا تنال منه التجاعيد. لا ينحني منه رأس مهما تعاظمت الأثقال، ومهما توالت السنون!! الشهادة لا تموت بأقدمية، ولا تنقضي بمرور زمن!”.
وشدّد الجميل على أنَّ, “بيروت اليوم شاهدة على التحلل القائم, فهل هي صدفة أن يسقط لبنان قطاعاً بعد قطاع؟ بيروت الخارجة من وجع 4 آب، وبيروت الداخلة في خلاف على الحقيقة. بيروت المسموح لها أن تدفن القتلى، والممنوع أن تعرف القتلة. بيروت المسموح لها أن تبكي، والممنوع أن تشتكي!!”.
وأردف, “سقط لبنان النظام المصرفي، سقط لبنان النظام المالي، سقطت الليرة، سقط لبنان الاستشفاء، لبنان مستشفى العرب، سقط لبنان الثقافة، لبنان جامعة العرب، سقط لبنان الديبلوماسي، لبنان العلاقات العربية والغربية، سقطت القيم، وكاد أن يسقط القضاء! أمّا ما أصاب المؤسسات الدستوريّة والإدارة العامة، فحدّث ولا حرج. إن هذا السقوط لا شك مسندٌ الى تخطيط ممنهج لقيام لبنان آخر يحاكي عفاريت جهنم، ذلك على أنقاض لبنان التاريخ، لبنان الانسان، لبنان الحضارة”.
وأشار الرئيس الجميّل إلى أنَّ, “في بعض الأمر كلُ العجب. بالتأكيد ليست مجردَ صدفة، بل هذا الكمُّ من الأحداث يتوالى وفق مخططٍ جهنمي محبوك ومحكم وهادف لاركاع لبنان؟ هي أحداثٌ تسقط على البلد دفعةً واحدة. من تعطيل الديمقراطية بما يعنيه من الغاء لبنان الدولة، وهذا ليس تفصيلاً، الى الافلاس وإفقار الشعب لدرجة التهجير والتجويع، وهذا ليس بريئاً، الى عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي وهذا ما يشكل نهجاً خبيثاً لمشروع مكيافيلي يتحقق تباعاً على حساب الكيان الوطني!على حساب رسالة لبنان ومستقبل الشعب اللبناني في بلد تُشلّ فيه قدرة الناس على الصمود والمقاومة”.
وقال خلال الإحتفال أنه, “يتزامن الانحدار السريع مع أنشطة مشبوهة وحركاتٍ تأسيسية متصاعدة تنشط في المنطقة وتنبئ بمخاطر داهمة يخشى معها أن يكون لبنان الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة ضحيتها خاصة بغياب المحاور اللبناني الشرعي القادر أن يقول لا باسم دولته وشعبه وأن يجسد حلم أبنائه بدولة القانون والحرية, لم نعد نعرف أين التقاعس أو الجهل أو التخاذل، وأين حدود التبعيّة والارتهان؟ فمن حق الشعب أن يتساءل، أو يخاف!”.
وأضاف الجميّل أنَّ, “المواطنة لا تكون إلا على أساس الولاء المطلق للبنان. فكما لا إشراك في الدين، لا إشراك في المواطنة!! وعندما يسقط الولاء من الوجدان والضمير والخطاب، تسقط حكماً المواطنة، وننتقل الى فلسفة وجودية أخرى، الى جسم غريب، الى وطن آخر لا يشبه لبنان! منعاً من الوصول الى هذا الجحيم، كان نضال بيار المؤسس، وكان استشهاد بيار الحفيد وأمثاله من الذين سبقوه أو تبعوه”.
وتابع, “ويبقى النضال معقوداً على كل القوى السيادية وفي مقدمها حزب الكتائب اللبنانية بقيادته الفتية الشجاعة برئاسة سامي الجميّل. وفي الوطن الصعب، يبقى الارث الصعب مستمراً، وثقافة بيار النضالية تنتقل طوعاً الى ولديه أمين والكسندر”.
وأردف, “أوقفوا التسويات يا أيها الممسكون بمقدرات البلاد، فالتسويات شكل من أشكال التخلي والاستسلام الرئيس الجميّل: الحلم باقٍ والإرادة صلبة. لا تراجع. لا مساومة رغم كل التحديات والاغراءات والترغيبات والتهديدات! فدم الشهداء أمانة في الأعناق وحصانة مانعة لكل أشكال الهدر في الوطن”.
وختم الرئيس أمين الجميل, “أيها الأحباء، عذراً، لكن صرختي صرخة وجع تؤلمني وتؤلم كل لبناني مؤمن بوطنه, “حديقة بيار” تمثل الحافز والأمل بلبنان الجديد. فلتكن ملتقىً لجميع اللبنانيين، من مختلف الانتماءات والمذاهب والمناطق. فلتكن “حديقة بيار” حديقة لبنان الأبي في بيروت الخالدة صرختي دعوة لأن اتحدوا! فلا دين يميزنا. ولا سياسة تمزقنا. ولا فرز يفرقنا. الخطر واحد. ولبنان، يكون أو لا يكون ولن نستكين قبل أن يكون لبنان الوطن لبنان الدولة لبنان الشراكة. لبنان الحاضن لأبنائه، الجاذب لهم الى الديار، الراجعون الى نوره، لا الهاربون من ناره”.