الجميّل من بكركي | لبنان أصبح تحت الوصاية الكاملة
زار رئيس حزب “الكتائب اللّبنانية” النائب سامي الجميّل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وعرض معه لآخر التطورات.
الجميّل أعلن بعد اللّقاء أنّ الزيارة تأتي في سياق وضع البطريرك في جوّ الجولة التي قام بها على كلّ الدول التي زارها وللأخذ برأيه وتوجهاته بكلّ ما يجري على الساحة ولقاءاته وتطلعاته للمرحلة المقبلة.
وأشار إلى “أنّنا وضعنا غبطته في جوّ خطورة الوضع كما نراه بما يتعلّق بوضع لبنان الذي أصبح أكثر فأكثر تحت الوصاية الكاملة وهذا الأمر غطاء لتركيبة غير طبيعية على صعيد السلطة”.
وأعرب الجميّل عن تخوفه “ليس فقط من التخلي عن سيادة الدولة بل تبني كل ما تقوم به بعض الجهات في لبنان والخارج”، واصفاً الأمر بـ”الخطير وقد يدفع لبنان ثمنه غالياً في المستقبل”.
وشدد على أنّ “الهمّ الأساسي للسلطة ليس سيادة الدولة وحيادها بل تسيير قطار الصفقات”، معرباً عن تخوفه “من هذا الاستعجال في الاسابيع المقبلة لاستكمال صفقات النفط والغاز وكل ما كان عالقاً إلى حد اليوم”، وقال: “يتم السطو على ثروة لبنان التي هي ملك الأجيال القادمة، من قبل إدارة برهنت أنّها غير مؤتمنة على أموال اللبنانيين وأي إدارة صحيحة للبلد”.
ورأى أنّ “الإصرار على إقرار مراسيم النفط والاستعجال بها في هذا الظرف أمر مخيف لأنّه غير قابل للرجوع إلى الوراء”.
وأوضح أنّ حزب “الكتائب” يركّز على خطين هما السيادة وحياد لبنان ومن جهة ثانية الوقوف بوجه أيّ صفقة وهدر لأموال اللّبنانيين.
وأردف بالقول: “بدل تحويل المرحلة والمحطة التاريخية إلى محطة لبناء لبنان أفضل وإعادة النظر بالأخطاء وحلحلة المشاكل واعطاء امل للبنانيين وتطلع للمستقبل والا نبقي اللّبنانيين في الموقّت الدائم، للأسف نستمر بهذا الموقّت وبوضع رأسنا في التراب وعدم معالجة مشاكلنا التي ستعاود قريباً جداً لانّه طالما لا نحلّ هذه المشاكل فهذا يعني اننا نورثها لاولادنا وستعود وتنفجر”.
ولفت إلى أنّه أكّد للبطريرك “الاستمرار بقول الحقيقة وان نكون صوت العقل”، وقال: “للأسف يبيعوننا استقراراً على حساب كرامتنا وحريتنا وسيادتنا وأموال الدولة”، داعياً لبناء دولة قانون وديمقراطية حقيقية تؤمّن مستقبلاً أفضل لشبابنا”.
وأكّد “الاستمرار إلى جانب اللّبنانيين الشرفاء الذين يرون مصلحة البلد لا المصالح الخاصة”، وقال: “نريد إعطاء صوت للبنانيين الذين لا صوت لهم في هذا البلد”.
ونقل عن البطريرك قلقه، مشيراً إلى أنّه وضع الوفد الكتائبي بجوّ زيارته السعودية، وأضاف: “نحن نتشارك معه ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المحاور”.
وتابع: “لا يكفي فقط القول اننا نعتمد الحياد ومن جهة ثانية تغطية فريق في الصراع، فمن المفترض عدم اخذ طرف بالصراع وعدم تبني وجهة نظر فريق بوجه آخر”.
ورأى أنّ كلّ الكلام الرسمي الذي نسمعه من رئاسة الجمهورية والحكومة ووزارة الخارجية هو بمثابة الشيء ونقيضه ويتم اخذ مواقف الى جانب احد المتصارعين في المنطقة.
وقال: “الحياد نريده حقيقياً وكاملاً وليس كذباً على الناس”.
وأمل الجميّل أن يرى اللّبنانيون جيداً ما يحصل، وعليهم أخذ الخيارات التي يقتنعون بها في الانتخابات وأن يوجّهوا البوصلة إلى الاتجاه الصحيح.
ولفت إلى أنّ “الدستور اللّبناني هو الذي يحدّد كيفية ضبط سيادة الدولة، وحصرية السلاح بيد الشرعية، والاستحقاقات الدستورية والالتزام بها، وكيفية الدفاع عن لبنان من خلال الجيش اللّبناني، إضافة إلى الميثاق الوطني الذي أسس استقلال لبنان وحدّد ان على لبنان ان يكون على الحياد”، معتبراً أنّ “المطلوب اليوم الاكمال بروحية هذا الميثاق وعدم أخذ طرف”.
وختم بالقول: “كلّما خرج لبنان عن حياده دخل في صراعات كبيرة
(لبنان 24)