الجيش السوري يمهّد لعزل درعا وحصارها
ذكرت صحيفة “الاخبار” ان الفرقة الرابعة في الجيش السوري، والموكلة مهمة تنفيذ العملية العسكرية في مدينة درعا، بدأت اليوم بالتمهيد الناري قبل بدء الاقتحام، وتحديداً من جهة صوامع غرز وشرق المخيم باتجاه أحياء المدينة القديمة. القصف التمهيدي كان عنيفاً جداً، كذلك أقام الجيش جسراً جوياً مستخدماً حاويات تحتوي على قذائف 120 ملم، عمد الى قصف مواقع المسلحين في بلدة النعيمة الواقعة إلى الشرق من درعا، لمنع استخدامها للتأثير على الهجوم وخطوط إمداده.
واشارت الصحيفة في مقال للكاتب حسين الامين الى ان المهمة الأولى في العملية هي الالتفاف على الأحياء الشرقية، وتجنّب الصدام المباشر مع المسلحين في مخيم درعا، وبالتالي محاولة جرّهم الى معركة في المناطق المفتوحة حيث التفوّق العسكري للجيش. الاتجاه الأساسي للهجوم في المرحلة الأولى هو بين بلدة النعيمة وأطراف مدينة درعا من الجهة الشرقية، وبالتحديد مخيم درعا. والهدف من هذه المرحلة هو فصل درعا البلد عن ريفها الشرقي، ومنع وصول الإمدادات الى المقاتلين داخلها. وبذلك يُطبق العزل عن جهة واحدة، وهي الجهة الشرقية.
أما المرحلة الثانية، فهي تعتمد بشكل أساسي على نجاح الأولى ومسارها. وهي تتمحور حول التقدم من غرب مدينة درعا، أي من أطراف حي سجنة الى حي البدو وصولاً إلى نقطة كتيبة الدفاع الجوي. وبذلك يُطبق العزل عن الريف الغربي، وتُحكم السيطرة بالنار على الطريق الحربي الممتد من تل شهاب حتى معبر نصيب.
وفي السياق قال مصدر عسكري انه “في حال نجاح المرحلتين الأولى والثانية من الهجوم، لن يبقى للمسلحين إلا الاعتماد على الأراضي الأردنية للدخول الى مدينة درعا، وتحديداً طريق الجمرك القديم”.
والجمرك القديم، في حال نجاح المرحلة الثانية من الهجوم، يصبح ساقطاً بالنار، ومن الصعوبة اعتماده كطريق إمداد أساسي لمسلحي المدينة المعزولين عن الريفين الشرقي والغربي، وبالتالي تقع درعا البلد في الحصار والعزل.
الى ذلك قال ضابط سوري ان المسلحين واعون للتكتيك المتّبع، ويقومون بمحاولات عرقلة عملية الجيش، عبر قصفهم المركّز. كذلك يحاول المسلحون أن يؤثروا بالنار على طريق درعا من جهة الشمال، حيث الممر الوحيد لإمداد القوات المهاجمة. ويقومون أيضاً بقصف جسر خربة غزالة الجنوبي من بلدة الغارية الغربية ومن مواقعهم في محطة الكهرباء. «ولكن تأثير هذا القصف يبقى محدوداً نظراً إلى وجود سواتر مجهّزة مسبقاً على امتداد الطريق من الجسر الجنوبي حتى مدخل بلدة النعيمة بطول 10 كلم»، يعلّق الضابط الميداني.
في حيّ المنشية، داخل مدينة درعا، لن يستطيع المسلحون العمل على تحريك تلك الجبهة بشكل مؤثّر، فهم حتماً سيتركون العمل على الجبهات الداخلية كجبهة المنشية، نظراً إلى انشغالهم بالجبهة الخارجية على الأطراف الشرقية للمدينة. «الأهم بالنسبة إلى المسلحين حالياً هو منع التطويق والعزل، لذلك تصبح جبهة المنشية ثانوية بالنسبة إليهم»، يقول الضابط في الجيش السوري. بالنظر الى السياق القائم في العملية، فإن الفصائل الجنوبية عملت وستعمل على حشد قواتها على الجبهات الجديدة واتجاهات هجوم الجيش. وإضافة الى ذلك، سيعمد الجيش الى مشاغلة المسلحين داخل أحياء المدينة بشكل يخفف عن الجبهات الأساسية للعملية.
ولفت الكاتب الى ان هذه العملية تختلف عن العمليات الأخيرة للجيش، مثل حي برزة والقابون وخان الشيح وداريا، إذ إن هذه المناطق المذكورة كانت محاصرة، ولم يكن لدى مسلحيها إمكانات كبيرة كالتي في درعا. «هذا يختلف عن المدينة الجنوبية، حيث إن مسلحي درعا لديهم كل شيء من إمداد ودعم وتدريب وتجهيز وخبرة، وحتى الدعم الخارجي الاستخباري والأمني والعسكري، عبر غرف العمليات المشتركة كالموك» وغيرها، يضيف المصدر العسكري.
وختم الكاتب انه وفي حال نجاح العملية، فإن الشلل سيضرب الفصائل الجنوبية كافة. وسيجد مسلحو الجنوب أنفسهم أمام خيارين اثنين، إما الهرب وترك المدينة أو الدخول في لعبة المصالحات. «المشروع كبير، بحجم المحافظة، ويحتاج الى وقت كبير أيضاً، لأن المسلحين في الجنوب لديهم خطوط إمداد ممتازة، فضلاً عن الدعم الخارجي على شتى الصعد، وليس علينا استعجال النتائج»، يؤكّد المصدر في الجبهة الجنوبية.