الحريري ‘راجع’… وهذا السيناريو ينتظره
مهمّات عدّة تنتظر عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان. وكون هذه العودة لم يتحدّد تاريخها بشكلٍ دقيق، تشير معلومات الى أنّها ستكون بحدود أواخر الشهر الجاري إن لم يطرأ أي متغيّر أساسي على الساحة السياسية.
لدى الحريري، بعد عودته، هدفاً واحداً وهو الانتخابات النيابية. لا بدّ لهذه المعركة أن تُخاض بإتقانٍ وعزمٍ شديدين، لا سيما وأن المسار السياسي هذه المرة يفتقد لعوامل عدّة توفّرت في استحقاق عام 2018. سبق الانتخابات في حينه احتجاز الحريري في السعودية، الأمر الذي مهّد لتعاطف والتفافٍ شعبي كبير حوله. يضاف إلى ذلك أنّه لم يكن له على الساحة خصم فعلي، كون علاقته بالثنائي الشيعي كانت في أوجها، اضافةً إلى تفاهمه مع التيار الوطني الحر ضمن التسوية الرئاسية الحكومية.
اليوم، الأمر مختلف، والحريري الذي نجح بتصوير نفسه ضحيةً في السابق، ليس كذلك اليوم بنظر الرأي العام، خصوصًا بعد تشكيل ميقاتي لحكومة خلال شهر ونصف عجز الحريري عن تشكيلها بمدّة تجاوزت ستّة أضعاف مدّة ميقاتي.
بالطبع، سيكون الخطاب السياسي الموجّه هو سلاح رئيس تيار المستقبل في معركته هذه، ولكن الحريري نفسه يدرك بأنّ خطابه السابق مرّ عليه الزمن وبات المطلوب منه احداث صدمة تعيد شدّ عصب حالته الشعبية المهترئة نوعًا ما.
وقبل الخطاب، كان على الحريري تحديد أخصامه الفعليين، الذين وفق ما تشير إليه بورصة الساحة السنية هما شقيقه بهاء، أو الحالة التي يمثلها، والرئيس نجيب ميقاتي، وهنا تبدو المعركة صعبة للغاية. ظروف الشقيق الأكبر للحريري وكذلك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تكاد تكون افضل لاستقطاب الشارع. الأوّل سيبني على فشل الطبقة السياسية، ومنها شقيقه، إن أراد خوض الاستحقاق مباشرةً او عبر ممثلين، والثاني مصيره بيده فإن نجحت حكومته سيستثمر بعمله ليرفع من شعبيته، أمّا سعد الحريري فله خطابه ووفاء ناسه.
من هنا كان القرار بإعادة افتتاح تلفزيون المستقبل، ليكون منصةً فعليةً تواجه “صوت بيروت انترناشيونال”، الذي وفق أوساط مستقبلية، بات له تأثير كبير في الشارع السني. هذا أوّلًا، أمّا ثانيًا فتشير المعلومات الى أن الحريري سيعمل مع فريق عمله على توجيه سياسي قوامه الهجوم على ثلاث جبهات: سلاح حزب الله، عهد الرئيس ميشال عون ومعه التيار الوطني الحر، وحكومة ميقاتي.
الهجوم على حزب الله ليس من عادات الحريري أخيراً، ولكنّه سيضطر إليه كونه سيكون في سباق فعلي لشدّ عصب الشارع السني الذي راكم خيبات عدّة في الفترة الماضية، منذ السابع من ايار إلى تسمية حسان دياب رئيسًا للحكومة.
أمّا عهد الرئيس عون، فيعتقد فريق الحريري أنّ الهجوم عليه هو رافعة فعلية في كل من بيروت وطرابلس وصيدا، حيث تراهن أجواء الحريري على أن عدم وجود جسد سني حقيقي لثورة ١٧ تشرين سيأتي بالناقمين على العهد إلى بيت الوسط!
أمّا حكومة ميقاتي فسيكون الهجوم عليها من بوابة باسيل، الذي ترى اوساط المستقبل أن ميقاتي تعمّد اعطاءه ما رفض الحريري منحه اياه، حيث تعتبر أن ميقاتي كسر الحريري بهذه الخطوة تمهيدًا لكسره انتخابيًا. هنا سيصوّب الخطاب نحو الحالة المعيشية، التي يراهن مستقبليون أنّها ستكون ساءت بدرجة اكبر خصوصًا بعد رفع الدعم بشكل كلّي، ليُصار إلى التركيز على فشل ميقاتي بانتشال الناس.
ثلاثة اضلاع لخطاب الحريري بعد عودته، اضافةً لاعادة تشغيل تلفزيون المستقبل الذي سيكون واجهة المعركة مع الأخصام. يبقى السؤال، من أين سيؤمن الحريري ميزانية المعركة بعدما حضّر فريقه “عدّة الشُغل” بتفاصيلها؟