الحريري يبيع “cable vision”.. هل يعلن افلاسه؟
يبدو أنّ ارتفاع أسهم الرئيس سعد الحريري السياسيّة منذ حصول التسوية الرئاسيّة وتوليه مرّةً أخرى رئاسة الحكومة، لم تنسحب على تلك الاقتصاديّة والماليّة، إذ تعاني أسهمه من هبوطٍ حادّ وصلت إلى حدّ بيعها وعقد الصفقة تلو الأخرى في محاولةٍ للخروج من حال الإفلاس التي تُحيطه.
سقطة تلو الأخرى يُعاني منها الحريري اليوم، وتراكم الخسائر على المستوى الاقتصادي يؤثّر على مساره السياسيّ الذي بُنِيَ أوّلاً على النجاحات الاستثمارية!. يقول قائل إنّ عودة الرئيس الحريري القويّة إلى السّاحة السياسيّة لم تكن كفيلة بالسماح له بتثبيت قدميه في السّاحة الاقتصاديّة، كما كان متوقّعاً، فبعد بيعِ أسهمه في البنك العربي، وإغلاق أبواب “سعودي أوجيه” التي كانت تُعتَبر من أكبرِ شركات المقاولات في العالم العربيّ، ما تزال شركات الحريري الأخرى، والمؤسّسات سواء الاجتماعيّة أو الإعلاميّة، ترزحُ تحت خطر مواجهة نفس مصير “أوجيه”.
وتُعاني تلك الشركات من ضائقةٍ ماليّةٍ رهيبة طغت فصولها على موظّفيها، وينتج عنها عدم دفعٍ للمستحقّات كان أبرز من عانى ويُعاني منها تلفزيون وجريدة المستقبل، وصولاً إلى إذاعة الشرق وغيرها.
مصادر “ليبانون ديبايت” تكشف عن أنّ “أزمة الحريري الماليّة لم تقتصر على هذا الحدّ فقط؛ بل بات رئيس الحكومة على شفيرِ الإفلاس، إذ يتردّد في الأوساط الضيّقة أنّ الحريري أبرم مؤخّراً صفقةً جديدةً، على شكل عقد بيعٍ يتنازلُ بموجبهِ عن أسهمه وحصّته في شركة “cable vision”، لصالحِ شركةٍ عربيّةٍ تعملُ في مجالِ تقنيات التجديد والاتّصالات يملكها لبنانيّ مُشارك لرؤوس أموالٍ عربيّةٍ، لقاء عقدٍ تخطّت قيمته الثلاثين مليون دولار”.
وتوقّفت المصادر كثيراً عند صفقة البيع هذه، معتبرةً أنّها “مؤشّراً خطيراً على اقتراب إعلان إفلاس الرئيس الحريري الذي لا يكاد يخرج من أزمةٍ ماليّةٍ إلّا ويدخلُ في أخرى، على الرغم من أنّ التوقّعات فيما خصّ حال الحريري الماليّة والاقتصاديّة، كانت تُشيرُ إلى عكس ذلك كليّاً، إذ كانت الأخبار تتحدّث منذ تولّيه رئاسة الحكومة، عن تحسّن أوضاعه الماليّة، وعودة المؤسّسات بعض الشيء إلى تأمين حقوق موظّفيها ودفع أجزاءٍ من رواتبهم، كما تمّ تجديد التلفزيون وإظهاره بحلّةٍ مختلفةٍ وحديثة مع تطوير الاستديوهات، ما يضع علامات استفهامٍ كثيرةٍ عن الأسباب التي أدّت وتؤدّي إلى تراكم أزمات الحريري الاقتصاديّة، هو الذي يملك هذا الكمّ الهائل من العلاقات الخارجيّة وخصوصاً تلك الخليجيّة”.