السبب الحقيقي لرفع حزب الله دعوى على ديما صادق!
تطوّر موضوع الدعوى القضائية التي تقدم بها حزب الله بحق الاعلامية في قناة lbc ديما صادق. الاعلامية التي تمارس في كل مرة حملة تحريض ممنهجة على المقاومة، لجأت إلى “تجييش الإعلام” وحرف المشكلة من “تهكم وإتهام” إلى نية بـ “كم افواه” معارضة لحزب الله.
الدعوى القضائية التي تقدم بها الحزب عبر وكيله النائب السابق “نزيه منصور”، برّرها بـ “إثارة صادق الرأي العام بادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة”. وقال ان “الحقيقة هي أنه في أواخر الشهر الثامن من العام الحالي قامت السيدة صادق بالافتراء والتجني على موكلي (حزب الله) والتشهير به، وقد تناقلت هذه الافتراءات العديد من وسائل الإعلام، ولن ندخل في تفاصيل هذه القضية التي أصبحت أمام النيابة العامة التمييزية التي أحالتها إلى المرجع المختص للتحقيق بها وفقاً للأصول”.
وعلى مبدأ “آن للحزب ان يتخذ موقفاً من الإفتراء عليه”، كشفت مصادر مقربة من حزب الله لـ “الحدث نيوز”، حقيقة تلك الافتراءات التي ادلت بها صادق، حيث بيّنت “الأسباب الحقيقة التي توجب اللجوء للقضاء بعد ان وصل الأمر حد التعدي على السمعة من خلال تلفيقات تستغلها وسائل إعلام معادية”.
لم تكن الدعوى التي تقدم بها حزب الله بحق الاعلامية “أبنة الجنوب” مبنّية على مشكل شخصي أو إختلاف نظري في الرأي، بل مبنية على “تلفيق ممنهج” تقوم به “صادق” عند كل إطلالة تلفزيونية أو مقابلة أو تدوينة تكتبها على مواقع التواصل، وأضحى التطاول على حزب الله يأخذ أشكالاً متعددة، بحسب ما تقول المصادر.
وفي متابعة للسياق، يعود الظهور الأول للنفس الحاقد على المقاومة علناً بعد مقابلتها ضمن برنامج “نهاركم سعيد” مع المحلل السياسي “حبيب فياض” شقيق النائب في حزب الله علي فياض أبن بلدة الطيبة الجنوبية. لم تشفع “القرابة البعيدة” بين صادق وفياض المبنية على أصول عائلة صادق التي تعود جذورها إلى بلدة الطيبة مسقط رأس فياض، من تنفيس حقد “الإعلامية” على حزب الله بل إستغلتها مستعينة بـ “غوغل” من اجل تلفيق القضايا على المقاومة. “إنفجرت النفوس يومها”، وبات حزب الله يستشعر خطورة تشويه سمعته عبر تلفيقات لا تمت للحقيقة في صلة وإتخذ القرار بعدم ترك ساحته مستباحة لكل حاقد.
في تاريخ 9 أيلول 2015، فجّرت “ديما صادق” نموذجاً من الإتهامات بـ “ضلوع حزب الله بأعمال فساد”. المنبر كان موقع “لبنان الجديد” الذي يديره “شيعي معارض لحزب الله”، حيث نقل الموقع عن لسان “صادق” تغريدات نشرتها ولا تزال منشورة تقول فيها: “لم يثبت ضلوع حزب الله في اي من ملفات الفساد ورغم أن اكثر من مرة أعلن عن علاقة أخوة المسؤولين في حزب الله بملفات الفساد”، وبنت ذلك على إتهام شقيق الوزير محمد فنيش الذي أثبت ضلوعه بتهريب أدوية فاسدة وشقيق النائب الموسوي مهرّب حبوب الهلوسة أي الكبتاغون”، على حد قولها.
وأضافت “صادق” في سلسلة تغريدات نُشرت على “تويتر”، ان “حزب الله ليس له أي ضلوع في قضايا الفساد المالي لأنه بكل بساطة لا يسرق الأموال إنما هو من يرعى حاشية لها اصول وجذور واخوة واقرباء وابناء شقيق الوزير محمد فنيش مهرّب أدوية فاسدة”. وتابعت: “ان الحزب يرعى متورط في سرقة سيارات ومتواري عن الانظار”.
التغريدات التي نشرتها صادق تضمنت تلفيقات وتحريضات، فمثلاً إتهمت ابن الشيخ محمد يزبك (المسؤول الشرعي في حزب الله) بأنه “سرق سلاح الحزب وباعه في سورية إلى المعارضة”، كما إتهمت ابن السيد “ابراهيم امين السيد” (مسؤول المجلس السياسي) بأنه “جاسوس اسرائيلي يعاد تأهيله في طهران”.
إفتراءات “ديما صادق” التي يمكن الوصول إليها عبر “غوغل” من خلال بحث (مذيعة في قناة لبنانية تتحدث عن الفساد داخل منظومة حزب الله)، اوردت فيها اسم النائب “علي عمار” حيث قالت حرفياً انه “محتكر استيراد الدخان المزور -مارلبورو- من الصين عبر المرفأ دون المرور عبر الجمرك”، وتابعت ان “أخ الحاج علي عمار هو صاحب مصنع للسيجار الكوبي المزور في الضاحية!”، وكل ذلك دون ان تقدم اي دليل.
تلفيقات “صادق” وصلت إلى الصف العسكري في حزب الله، حيث إتهمت الشيخ “خضر زعيتر” (المسؤول العسكري في البقاع الاوسط) بأنه “إستولى على قطعة ارض في منطقة جلالا (تبرع بها أحدهم لبناء مستوصف) وبنى عليها فيلا له”، وكل ذلك ايضاً في نفس التغريدات التي أعاد نشرها محامي الإرهابيين طارق شندب يوم 21 ايلول الماضي”.
نيران “صادق” وصلت إلى نائب الأمين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم حيث تعرّضت لنجله بالقول: “نستطيع لمه من الجميزة اخر كل ليلة سبت”.
كما اوردت في سياق المنشورات المشار إليها ان “علي قاسم هو الأخ الأصغر للشيخ نعيم الذي رمى بنفسه عن الطابق العاشر عن سطح المبنى الذي فيه منزل اهله وذلك بسبب تدييق الخناق عليه لترك البيت من أخوه الأكبر الشيخ نعيم لكي يطلق زوجته بسبب تابعية أهلها لحركة أمل علما ان والدته المسنة الوحيدة بالمنزل كانت تحتاج لرعاية ووجود ولدها وزوجته وحالته المادية معدومة جدا”.
إلصاق تجارة المخدرات بحزب الله هو عمل تستمر “صادق” بنبشه والتشهير بالحزب من خلاله دون وجه حق او دليل. لم يقتصر الأمر على ما وجهته من أسئلة لضيفها المحلل فيصل عبد الساتر المقرب من حزب الله في مقابلة نهاركم سعيد التي إدعت “صادق” انها السبب في الدعوة التي تقدم بها بحزب الله، ففي سلسلة التغريدات المشار إليها والتي اعاد معارضو حزب الله نشرها عن لسان صادق، قالت يومها تحت عنوان: “حزب الله والمخدرات وتبييض الاموال، ان “رئيس كارتيل مخدّرات في الباراغواي غازي عاطف نصرالدين المعروف أيضاً بـ”أبو علي”، وهو معروف لـ”حزب الله” أصبح مواطناً فنزويلياً قبل 10 سنوات، وبعدها مباشرة أصبح المبعوث الدبلوماسي لفنزويلا في بيروت ودمشق. وتم اكتشافه بعد توقيف وسيم العبد فاضل 31 عاما وُلِد في تولين سجل 15، وهي قرية في قضاء مرجعيون استطاع الفاضل التحكّم بسوق كامل للعقارات والمخدرات مدعوماً من “حزب الله” في سيوداد ديل إستي بعد اعتقال رؤساء الشبكة – اللبنانيين الأميركيين نمر علي زعيتر، وعامر زُهير الحسيني، وموسى علي حمدان اما بتبييض الاموال فقد توصلت شرطة الباراغواي الى قائمة بأسماء مواطنين لبنانيين من المعروف أنهم أعضاء ذو شأن في حزب الله”.
وبناءً عليه، يتضح ان ما إدعت به ديما صادق بحق حزب االله يعتبر “قدحاً وذماً” ولاثبات عكس ذلك، عليها إيجاد الدليل الذي يثبت تورط كل من ورد اسمه في الإتهامات بدل اللجوء إلى صحف “صفراء” او اخرى معادية لحزب الله من أجل شحذ “مُناصرة” وتحويل الأمر من “قدح وذم وتطاول وتلفيق” إلى حرب تحت ذريعة “الحريات الاعلامية” و “خوف حزب الله من طرح الأسئلة”.