الضابط الجنوبي انتظر ترقيته والنجمة الجديدة ليحتفل بارتباطه بشريكته ولكن…. صدمته سيدة بسيارتها واسلم الروح على عجل…فماذا عنها؟
“ركب دراجته النارية وانطلق، لم يكن يتوقع أن الموت ينتظره على بعد أمتار، وأن سيارة تقودها فتاة ستصطدم به وتتسبب بمفارقته الحياة، ليرحل عن الأرض فجأة من دون أي مقدمات… هو الملازم في قوى الأمن الداخلي رضا إبراهيم الذي فُجع كل من عرفه بخبر موته.
ضربة قاتلة
بعد ظهر أمس حلّت الكارثة على بلدة النميرية في النبطية، التي خسرت ابنها في غفلة، وبحسب ما قاله عم الضحية رضا لـ”النهار”: “كان رضا يقود دراجته النارية في البلدة حين اصطدمت به امرأة، الضربة أتت على قلبه، لم تترك له مجالاً لمقاومة الموت”. وأضاف: “نقل الشاب العشريني إلى مستشفى الشيخ راغب حرب ليعلن الأطباء الخبر الكارثي، فمن كان بيننا بالأمس يضحك ويمرح ويخطط لمستقبله بات ذكرى فجأة”.
نهاية الأحلام
أوقفت سائقة السيارة كما أكد العم “لن ترفع عائلة الضحية دعوى عليها، فلا شيء سيعيد ابننا إلى أحضاننا، فقد شاء الله أن تكون رحلته على الأرض قصيرة إلى هذا الحد”. وتابع: “كان ينتظر رضا أن يعلق نجمة ثانية على كتفه بعد أيام ليصبح ملازماً أول في قوى الأمن الداخلي، كما كان يستعد للارتباط بفتاة، وإذ بكل شيء ينتهي”.
حزن كبير
لم تكن الأرض تسع الشاب الطموح، الذي أحب الحياة بكل تفاصيلها، ورغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها لبنان، كان دائماً متفائلاً بالمستقبل، وقال العم: “كان رضا يمضي معظم وقته في ممارسة الرياضة التي عشقها، فهو رياضي من الطراز الأول، شاب بار بوالديه، عطوف على شقيقاته الأربع وشقيقيه، عمل كل ما في وسعه لإسعادهم، لكن للأسف هاجمهم الحزن بفقدانه المبكر”.
اليوم زفت بلدة النميرية رضا إلى مثواه الأخير، التحف التراب ليرقد إلى الأبد بعيداً عن حضن عائلته. وختم العم: “لا يمكن وصف حال أفراد عائلته، الذين لا يصدقون إلى الآن أنهم دفنوا فلذة كبدهم وعادوا من دونه”.
أصدقاء رضا نعوه في صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي، فعبروا عن حزنهم العميق على فراقه، منهم من كتب “بكرت الرحيل يا رضا” و”سنفتقد لروحك الطيبة وأخلاقك الجميلة”.
في الأمس أضيف اسم رضا على لائحة ضحايا الموت على طرق لبنان، ولا يزال الموت ينتظر ضحايا جدداً إذا لم تسارع الدولة إلى تطبيق قوانين السير والعمل على وضع حد للمآسي اليومية.
اسرار شبارو-النهار