الطفلة ريم التي ذبحتها زوجة والدها توارى الثرى… وتفاصيل جديدة تنكشف
شيّعت جموع من أهالي الأحساء وسط أجواء من الحزن، الطفلة المغدورة ريم الرشيدي، أمس (الأربعاء)، في وقت لا تزال فيه التحقيقات مستمرة لكشف ملابسات الجريمة التي هزت المجتمع السعودي.
وكشفت مصادر إعلامية تفاصيل جديدة في واقعة مقتل الطفلة على يد زوجة ابيها التي نحرتها «بدم بارد». إذ تمكنت القاتلة من اخراج الطفلة من مدرستها بالقوة، ومن دون حقيبتها المدرسية في وقت الفسحة، مستغلةً الوقت الذي كان فيه باب المدرسة مفتوحاً، والحارس في غير مكانه وقت الحادثة.
وأفادت المصادر أن الإدارة العامة للتعليم في محافظة الأحساء فتحت تحقيقاً خاصاً مع حارس المدرسة، وآخر حول عدم وجود مناوبة من المعلمات أثناء الفسحة التي أُخرجت خلالها الطفلة.
وسجلت الطفلة ريم حضوراً في مقالات بعض الكتاب السعوديين، ودوّن الكاتب عبده خال في صحيفة «عكاظ» إن : «تسلسل الجريمة يظهر عدم اكتراث القاتلة بما أحدثته من جرم، وهي الحالة نفسها التي أظهرتها القاتلة أمام هيئة التحقيق والادعاء العام… وقصة مقتل الطفلة ريم إذ تكشف لنا ما يعتري المجتمع من توحش فإنها تكشف أيضا عدم تطبيق الأنظمة، فالنظام ينص على عدم السماح -بتاتا- بخروج الطالب أو الطالبة من مدرسته إلا لأبويه، فكيف سمحت المدرسة لزوجة الأب باصطحاب ريم إلى خارج المدرسة»، مضيفاً «لو كانت المدرسة على يقظة وحرص زائدين، لطالبت القاتلة بإثبات الهوية كأمر ضروري، وقصة نحر الطفلة ريم جرس يعلق على عنق كل مسؤول أو مسؤولة في المدارس بعدم السماح لأي طالب أو طالبة بالخروج ما لم يكن الحاضر أحد الأبوين».
فيما قالت الكاتبة سارة مطر في صحيفة «الوطن»: «تم القبض على الثلاثينية قاتلة ريم الرشيدي وإيداعها السجن والتحقيق معها، هذه الأمور لا أظن يمكنها أن تشغل أحدنا، فالقانون لدينا واضح وصريح جداً، المشكلة الأكبر التي علينا أن نقف أمامها، هي مشاعر أطفال مدرسة ريم، حينما يتناهى إلى مسامعهن ما حدث لريم، وكيف انتهت حياتها؟ وإذا ما تألمت ريم أثناء نحرها أم لا؟ وهل السكين يمكن لها أن تقتل إحداهن؟ وهل من الممكن أن تأتي أي امرأة لقتلهن؟ أعرف مشاعر الأطفال جيداً، وأعرف كم الأسئلة التي يطرحونها بشكل يومي، ولا يشعرون بالتعب من تكرار أسئلتهم، أنهم لا يستطيعون أن يتعاطوا في حقيقة الأمر مع فكرة الموت».
وكانت زوجة الأب اعترفت أول من أمس (الثلثاء) بجريمتها في مقتل الطفلة ريم الرشيدي في الأحساء، وقامت بتمثيل الحادثة في الموقع الذي شهدته بحي محاسن. وعلى رغم ذلك لا تزال تفاصيل الجريمة التي هزت المجتمع السعودي مبهمة وغير واضحة المعالم، سوى حال البرود التي انتابت زوجة الأب التي لم تشعر ولو للحظة بالندم على جريمتها.
وقالت مصادر إعلامية أن الأجهزة الأمنية والإسعافية عندما انتقلت إلى مسرح الجريمة وجدت الطفلة غارقة في دمائها، وهي ترتدي الزي المدرسي الذي تغيّر لونه إلى الأحمر، وعثر إلى جانب الجثّة على كيس أسود، مرجحة أن الجانية كانت تهمّ بحفر حفرة في الموقع بقصد دفن الجثّة، وإخفاء معالم الجريمة. وأضافت أن شخصاً اشتبه بوجود امرأة في منطقة فضاء، وأخذه الفضول إلى الاقتراب منها، ما دفعها إلى الفرار، فتابعها حتى دخلت إلى أحد المنازل، وبعد قدوم الأجهزة الأمنية تمت محاصرتها وضبطها، وبالتحقيق معها اعترفت بجريمتها.
وعلمت «الحياة» أن الأجهزة الأمنية تحقق في كيفية خروج الطفلة من المدرسة يوم الجريمة، فيما لا تزال جثة ريم في التشريح الجنائي، ولم يحدد وقت الصلاة عليها ودفنها إلى الآن.
وأوضحت مصادر محلية أن القاتلة هي الزوجة الثانية لوالد الطفلة ريم، ولديها 6 أبناء، نصفهم من الإناث، في حين أن الطفلة ريم من الزوجة الثالثة، وهي الكبرى من حيث الترتيب، وتبلغ من العمر ست سنوات.
وحول ملابسات خروج ريم من المدرسة مع زوجة أبيها، بخلاف ما تنص عليه الأنظمة، تبين أن مديرة المدرسة كانت في مهمة إدارية خارج المدرسة، في حين فتحت إدارة التعليم في الأحساء تحقيقاً للتعرف إلى طريقة خروج الطفلة «من دون ولي أمرها»، وقامت إلى اليوم بإجراءات ومساءلات للكشف عن ملابسات القضية.
سيناريو مقتل الطفلة ريم الرشيدي أعاد إلى الأذهان حالاً مشابهة، وقعت قبل نحو 8 أشهر، عندما أقدم أب على نحر ابنه عبدالله سويدي (10 سنوات) في محافظة أحد المسارحة التابعة لمنطقة جازان، وكان الأب أخرج ابنه من المدرسة في التاسعة صباحاً واستدرجه إلى أحد الأحواش القريبة من منزله، وقام بنحره بالسكين، وسلم نفسه إلى الجهات الأمنية.
وتبين لاحقاً أن الأب من أصحاب السوابق ويتعاطى المخدرات، وكان ينوي في يوم الجريمة نفسه إخراج ابنته من المدرسة المتوسطة، إلا أن مديرة المدرسة رفضت طلبه. وأعفت «تعليم جازان» مدير مدرسة الطفل المقتول عبدالله، والوكيل المكلف، والمرشد الطلابي من مهماتهم، بعدما فتحت تحقيقاً في أسباب خروج الطفل من المدرسة وملابساته.