العند … عنيدة على الإنكسار بقلم الاعلامية سمية رقة
“سقطت قاعدة العند والسبب إستغلال قوى العدوان صيام الحوثيين الستة البيض من شهر شوال”، ” تحشيد عسكري لإقتحام القاعدة ” …. بين الفنية والاخرى تتحفنا وسائل إعلام العدوان بأخبارها العاجلة والمتناقضة حول الاحداث الجارية في قاعدة العند في لحج.
فما عجزت قوى التخاذل العربي عن تحقيقه في الميدان تحاول الترويج له إعلاميا بالتركيز على إنتصارات وهمية كما فعلت في عدن سابقا، إنتصارات مصطنعة سرعان ما كذبتها المشاهد الاتية من المنطقة حيث تمكن الجيش واللجان الشعبية من قتل المئات في صفوف المرتزقة الموالين للرئيس اليمني الهارب منصور هادي بينهم رعايا بعض الدول بما فيها افغانستان وباكستان والسنغال وبنغلادش والذين تدربوا في السعودية والامارات وتم ارسالهم اوائل الاسبوع الحالي الى عدن بعد ان تم امدادهم بالسلاح عبر البحر ايام اعلان وقف إطلاق النار. اضافة الى اسر العشرات منهم وتدمير عدد من الاليات العسكرية التابعة لهم.
ولمن يسال عما يجري في قاعدة العند؟؟
رغم التغطية الجوية المكثفة والتعزيزات الميدانية الضخمة، – صحيفة “الحياة” اللندنية، ذكرت أنه تم إرسال 1500 جندي إلى عدن معظمهم من الإمارات، وترافقهم العشرات من الدبابات والمدرعات – وبعد اكثر من إسبوع على هجوم كبير على ثلاث محاور شنته الجماعات التكفيرية وميليشيات هادي على القاعدة العسكرية من الجهة الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية، مترافقا مع غارات مكثفة شنها الطيران السعودي. لم تفلح قوى العدوان حتى كتابة هذه الحروف في السيطرة على قاعدة العند الواقعة على بعد 60 كيلومترا الى الشمال من مدينة عدن والتي تعني السيطرة عليها وضع اليد عسكريا على محافظات الجنوب. إذ تمكن الجيش اليمني واللجان الثورية من حصر المعارك في محيط القاعدة التي حررت في اذار الماضي وليس في داخلها.
تزامن ذلك مع استمرار استهداف الاراضي السعودية بالصواريخ والتي كان اخرها قصف مواقع الجهاد والرديف ونهوقة والعمود في كل من نجران وجيزان بعشرات القذائف والصواريخ التي استخدمت فيها منظومة صرخة ثلاثة لاول مرة.
إنتصارات مصطنعة تحاول الرياض الترويج لها ليست الا انتكاسات متتالية في معركة غير متكافئة القوى مثلت إنزلاقا في مستنقع كبير لقوى العدوان سيفتح الباب امام خيارات إستراتيجية بات الشعب اليمني الاكثر إستعدادا للمباشرة بها.
خيارات متعددة الإتجاهات والمفاعيل ستكون فيها المواجهة مفتوحة ونهائية حتى النصر أو الموت ولن تنحصر في نطاق جغرافي او زمن معين وهو ما يبرز في تصريحات بعض القادة الحوثيين الذين كشفوا ان الخطوط العريضة للمواجهة والحرب الحقيقية ستبدأ بتوجيه إعلان خطاب موحد من قيادة البلاد والجيش.
ومن المتوقع ان تندرج الخيارات الإستراتيجية في ثلاث ابواب:
الباب العسكري: التعبئة العامة والتحشيد، والعمل بإتجاهين
بإتجاه الداخل، عبر محاربة القاعدة في عدن وتطهير البلاد من الجماعات التكفيرية ومنع تمددها ، الامر الذي سيمنع تقسيم اليمن كما تريد السعودية ويحقق الوحدة اليمنية.
بإتجاه الخارج، تكثيف المواجهة على الحدود (عسير – جيزان – نجران) وقد برزت اولى تجلياته منذ ايام بتغير قواعد الحرب وبقاء انصار الله في المواقع العسكرية السعودية التي يسيطرون عليها.
الباب الثاني: الخيار السياسي
– تشكيل حكومة وطنية وسد الفراغ الرئاسي بتعيين رئيس للجمهورية بدلا من الهارب هادي .
-الباب الثالث : سيبقى مفتوحا للوساطات والحلول السياسية التي تقوم بها بعض الدول الشقيقة والمحايدة.
هذا وسيسبق الابواب الثلاثة عدة خطوات تتمثل:
– إعلان الحرب و يكون بخطاب اعلامي موجه للشعب والعالم يوضح حق اعلانها في إطار الدفاع عن النفس والعرض والأرض .
– الاستعداد لحرب طويلة الأمد ووضع كل الخطط والاهداف
– تحديد دول العدوان والدول المشاركة مع المعتدي بأنها مناطق مستهدفة.
– إعلان حق استعادة الأرض في نجران وجيزان وإلغاء كل اتفاقيات الحدود.
– اغلاق باب المندب كوسيله ضغط لفك الحصار واعلان حاله الطوارئ في البلاد .
– استهداف كل مواقع العدو في البر والبحر والجو.
وبالعودة إلى قاعدة العند “العنيدة على الإنكسار”، هذه الحقيقة التي توصلت إليها واشنطن عندما قررت سحب جنودها ومستشاريها العسكريين سابقا وهو ما لم تدركه السعودية حتى اللحظة.
فالمنتصر في اي معركة هو من يملك الكثير من الاوراق الرابحة وليس من يهوى البقاء على الشجرة رغم سقوط اوراقه الواحدة تلو الاخرى ، وصمود الابطال من الجيش واللجان الشعبية امام تكالب دول العدوان إنتصار بحد ذاته.
فالعدو الذي يرمي بكل ثقله وطاقاته ليحقق إنجازا محدودا، لا يعول عليه، كونه لم يعد يملك شيئا لإبرازه، فيما تبقى المفاجأت لرجال الله في الميدان والتي لن تقلب معادلة الحرب فقط بل ستغير وجه المنطقة.