الغش في آخر صيحاته: “روشتات” بلوتوث!
مع عودة موسم الامتحانات في نهاية كل عام دراسي، تعود ظاهرة الغش إلى الواجهة مع ما تحمله من تطورات وتقنيات توائم العصر.
الغش ظاهرة قديمة-حديثة، تعددت وسائلها عبر الأجيال: وضع “الروشتات” داخل الجوارب، الكتابة على اليدين وعلى الآلة الحاسبة، الكتابة على المريول والملابس… ولكن اليوم مع التطور التكنولوجي والهواتف الذكية ومواقع التواصل، هل تطور الغش؟
الهواتف الذكية ونظراً لما تتمتّع به من خاصية التصوير، تعدّ المشكلة الأكبر التي يعاني منها المراقبون في الإجمال، بحسب ما أطلعتنا عنه أستاذة في التعليم الرسمي الأساسي، والتي أشارت إلى تراجع دور “الروشتات” أمام الهواتف، لا سيما وأن بعض الطلاب يحاولون إخفاء سماعات البلوتوث الصغيرة جداً، وتشغيلها عبر الهاتف لسماع المادة المقررة، وأكثر من يستغل هذه الوسيلة الطالبات نظراً لسهولة إخفائها في شعرهنّ أو تحت الحجاب.
وتختلف “الروشتات” اليوم عن السابق إذ كانت تعتمد على خطّ اليد، في حين يقوم الطلاّب اليوم بكتابتها على الكمبيوتر من ثمّ طباعتها بخط صغير جداً ولصقها على المسطرة مثلا، وأحياناً يعتمدون كتابة المنهج (التاريخ مثلاً) بالأحرف اللاتينية المُستخدمة للدردشة على الإنترنت بهدف تشتيت ذهن المُراقب.
“الواتساب” أصبح له حصة أيضاً، فأمس أعلن وزير التربية الياس بو صعب عن ضبط أحد الأشخاص كان يوزع الامتحانات عبر واتساب، واليوم أعلن عن كشف شاب يمتحن لشهادة الثانوية العامة بعدما كان قد قام منذ أسبوع بتقديم امتحانات الشهادة المتوسطة.
أمّا الأجواء بشكل عام لهذا العام، لفتت المراقبة إلى أنّها هادئة بشكل عام عن السنة الماضية، مع تراجع ملحوظ في حالات الغشّ التي تصادفهم، كون الطلاب باتوا يعرفون أن لا إفلات من العقاب.
يُشار إلى أنّ لبنان ليس البلد الوحيد الذي يلجأ تلامذته لهذه الوسائل، ففي المغرب، أوقفت السلطات منذ أيام سبعة أشخاص لتورطهم في اعداد وادارة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تسريب امتحانات الباكالوريا، وفي الجزائر حصل أمر مماثل، أمّا مصر فتحاول السلطات جاهدة مكافحة الغشّ على أشكاله في هذه الفترة من السنة.