الموقف السنّي من الانتخابات ينتظر عودة الحريري إلى بيروت!
أقفلت سوريا معابر التهريب على الحدود مع شمال شرقي لبنان، بتعزيز القبضة الأمنية عليها، في محاولة لتقويض موجة التهريب المعاكسة التي تنطلق من الأراضي السورية إلى اللبنانية، وتمر عبرها المحروقات والخضار والماشية. لكن المهربين فعّلوا في الشهرين الأخيرين نشاط التهريب من الأراضي السورية إلى لبنان، حيث يتم تهريب المحروقات بشكل خاص، بسبب ندرتها واللجوء إلى بيعها في السوق السوداء أخيراً.
وفي هذ الإطار، اتخذ الأمن العسكري السوري إجراءات أمنية مشددة لمنع عبور السيارات اللبنانية إلى القرى السورية التي يسكنها لبنانيون في ريف القصير، وإلى الداخل اللبناني. وهذا ما أكدت مصادر ميدانية، في حديث لصحيفة “الشرق الاوسط”، أنه أدى إلى “وقف عمليات التهريب تماماً من الجانبين اعتباراً من يوم الاثنين الماضي”، موضحةً أن “أحد أسباب ضبط الحدود البرية يعود إلى انتعاش التهريب من سوريا إلى لبنان”، مشددةً على أن “نشاط التهريب المضاد تزايد مع انخفاض الأسعار في سوريا وارتفاعها في لبنان”.
بالتوازي، أكد مصدر عسكري لبناني لـ”الشرق الأوسط”، أن “فوج الحدود البري الثاني في الجيش اللبناني كثف إجراءاته الأمنية على معابر التهريب عند الحدود اللبنانية السورية، حيث أوقف 5 عصابات تتكون من عشرات الأفراد متخصصة بسرقة ونقل السيارات المسروقة إلى الداخل السوري على المعابر غير الشرعية في منطقة حوش السيد علي والمشرفة”.
الموقف السنّي من الانتخابات ينتظر عودة الحريري إلى بيروت
أشار مصدر سياسي مواكب للأجواء التي سادت اللقاء الذي عُقد بدعوة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وحضره المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيسا الحكومة السابقان فؤاد السنيورة وتمّام سلام، في حديث لـ “الشرق الأوسط”، إلى أنه “إن من المبكر التعامل معه على أنه توصّل إلى رسم الخطوط العريضة التي يراد منها ترتيب الوضع داخل الطائفة السنّية على قاعدة عدم مقاطعة الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل”.
وأكد أنه “شكّل الانطلاقة الأولى لملء الفراغ الانتخابي الذي أحدثه قرار زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعزوفه وتياره السياسي عن خوض الانتخابات النيابية، من دون أن يدعو جمهوره ومحازبيه إلى مقاطعة الاقتراع”، لافتاً إلى أن “عزوف الحريري عن خوض الانتخابات لا يعني أنه قرر إخلاء الساحة الانتخابية لخصومه، وإلا لما ترك الحرية لنوابه من غير المنتمين إلى التيار بالترشُّح إنما على مسؤوليتهم”، سائلاً “إذا كان عزوف الحريري عن خوض الانتخابات سينسحب على جمهوره ومحازبيه بعدم الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع مع أنه لم يطلب منهم مقاطعتها؟”.
كما سأل إذا كانت دعوته لعدم مقاطعة الانتخابات “ستتلازم مع دعوة محازبيه للانخراط اقتراعاً في العملية الانتخابية؟ ورأى أن “القرار النهائي متروك للحريري بدعوة جمهوره ومحازبي التيار الأزرق للإقبال على صناديق الاقتراع، وإن كان هناك من يسأل ومن خارج جدول الأعمال الذي تم تداوله في اللقاء الرباعي: كيف يوفّق بين عزوفه وبين مشاركة “المستقبل” في الانتخابات لانتخاب مجلس نيابي جديد يتولى انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس ميشال عون؟”.
إلى ذلك، اعتبر أنه “من غير الجائز أن يغيب المكوّن السنّي عن الاستحقاق الرئاسي الذي يضع لبنان أمام مرحلة سياسية جديدة”، كاشفاً أن “زيارة عون للمفتي دريان بقيت في حدود رفع العتب، ولم تبدّل من الأزمة القائمة بينه وبين الشارع السنّي”. وأكد أن “اللقاء الرباعي تدارس عدة خيارات يراد منها ترتيب الوضع السنّي بدءاً بعدم إخلاء الساحة ترشُّحاً للانتخابات، ومروراً بعدم إقحامه في فراغ قاتل، وانتهاءً ببند أساسي يتعلّق بكيفية التعاطي مع قرار المشاركين فيه بعدم مقاطعة الانتخابات”، موضحاً أن “الخيارات التي طُرحت ما زالت موضع تداول وتشاور، وأن بلورتها إلى خطوات ملموسة تبقى عالقة إلى حين عودة الحريري إلى بيروت عشية حلول الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري للوقوف على ما يقوله في رسالته إلى اللبنانيين”.
وأضاف: “يخطئ من يراهن على أن هدف اللقاء تطويق الحريري أو حشره في الزاوية، لأنه ليس في وارد التفريط بتحالفه معه”، مشيراً إلى أن “اللقاء يتطلّع بالتفاهم مع الحريري إلى إنتاج مقاربة سياسية شاملة للتعاطي مع الاستحقاق النيابي، ولاحقاً الرئاسي، اللذين يشكّلان محطة لإعادة تكوين السلطة في لبنان”. وأكد أنه “ليس في وارد أخذ الطائفة السنّية إلى الإحباط وصولاً إلى تهميش دورها الأساسي في المعادلة السياسية التي تشكّل مظلة رئيسية لإدارة شؤون البلد”.