النائب بهية الحريري | لا أحد في لبنان اليوم مستعد للعودة الى حرب اهلية او لأي شكل من أشكال التصادم بين مكوناته
اعتبرت النائب بهية الحريري أننا ” اليوم أمام مرحلة دقيقة وحرجة جداً ولكنها في نفس الوقت قد تكون فرصة سانحة للبنان لتحصين لإستكمال مسيرة استقراره ونهوضه “. وقالت:” لقد مررنا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بأزمة كبرى والحمد لله بحكمة وروية وتفاهم مع كل مكونات المجتمع اللبناني استطعنا تحييد لبنان عن الفوضى ، لكن هذا لا يعني ان الخطر زال ، ورغم ذلك فإن الإرادة اللبنانية الجامعة موجودة وقادرون معا كلبنانيين على مواجهة كل التحديات. ورأت الحريري ان الإجماع اللبناني الآن حول الرئيس سعد الحريري هو ضمانة للإستقرار ولبناء الدولة التي نحلم بها جميعاً .
جرجور
كلام الحريري جاء خلال استقبالها في مجدليون وفد منتدى التنمية والثقافة والحوار برئاسة القسيس رياض جرجور يرافقه ممثلون عن مجلس كنائس الدانمارك وأعضاء في فعاليات المبادرة العربية – الدانمركية للحوار في مستهل جولة قام بها الوفد في مدينة صيدا يرافقهم رئيس المحكمة الشرعية في صيدا القاضي الشيخ محمد أبو زيد وضمن فعاليات اعمال مؤتمر الحوار الاسلامي المسيحي الذي تستضيفه بيروت .
استهل اللقاء بتقديم من رئيس القسيس رياض جرجور الذي عرف باعضاء الوفد القادمين من الدانمارك والأردن والعراق ومصر متوقفا عن اهمية اللقاء في دارة الحريري التي يشهد الجميع لها بمبادراتها الوطنية ودورها في مجال التربية والحوار .
الحريري
ثم تحدثت الحريري فرحبت بالوفد ورأت ان لبنان هو رسالة في العيش المشترك والتنوع والتعددية وقبول الآخر ورسالة في الديمقراطية والحرية ، لكن اكثر ما حقق رسالة لبنان هو التعليم ، الذي كان في لبنان قبل ولادة دولة لبنان الكبير ، وكانت بيروت محجة للعلم قبل ان تكون عاصمة لبنان .
واعتبرت الحريري ان العالم أجمع يواجه اليوم هاجس التطرف ويبحث عن السبل لإبعاده عن المجتمعات وقالت : مع الأسف الشديد هذا التطرف يرتدي ثوباً دينياً لكنه أبعد ما يكون عن الدين ، ونحن ديننا دين قبول الآخر ودين تسامح ومحبة ورحمة .
وتطرقت الحريري الى الوضع السياسي في لبنان والأزمة التي شهدها مؤخراً فقالت: لقد جرت محاولات عدة في لبنان لقيام الدولة القوية دولة المؤسسات التي تظلل الجميع ، لكن مع الأسف لم تنجح هذه المحاولات، وكل قيادي فكر بقيام هذه الدولة الوطنية كان يتعرض للإغتيال وآخرهم كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي آمن بلبنان وبقدرة اللبنانيين على النهوض، وآمن بأن لبنان يستطيع ان يكون رسالة حقيقية في العيش المشترك والسلم الأهلي ، ومع الأسف لم يستطع اكمال طريقه ، لكن الله أكرم علينا بـ”سعد رفيق الحريري” الذي أخذ على عاتقه مواجهة كل الصعوبات التي تعترض قيام الدولة وتعرض لكثير من المخاطر وعندما قال “لبنان أولاً ” قامت الدنيا ، والآن مع سعد الحريري نجدد التمسك بهذا الخيار ، خيار “لبنان أولاً” أي أنه لا أحد يتقدم على لبنان كخيار وطني .
واضافت: ان الإجماع اللبناني الآن حول قيادة سعد الحريري هو ضمانة للإستقرار ولبناء الدولة التي نحلم بها جميعاً والتي اكيد تؤثر على محيطها . نحن دولة صحيح صغيرة لكن لديها ملفات كبيرة وفي مقدمها الملف الفلسطيني الموجود ، ولدينا ربما الجبهة الوحيدة التي لا تزال مفتوحة مع اسرائيل ولدينا النزوح السوري حوالي مليون ونصف مليون نازح كلها امور تستدعي من المجتمع الاقليمي والدولي ان يسعى الى استقرار لبنان لأن الفوضى في لبنان ستنعكس ليس على لبنان فقط بل على المحيط وعلى العالم .
وتابعت : لقد اصبح استقرار لبنان الرسالة مطلباً للمجتمع الدولي والإقليمي ونحن كلبنانيين اكثر من يجب ان نكون واعين لهذا الاستقرار وان نقوم بخطوات لتثبيته . نحن امام مرحلة دقيقة وحرجة جداً ولكنها في نفس الوقت قد تكون فرصة سانحة للبنان لتحصين ولإستكمال مسيرة استقراره ونهوضه .
وقالت: لقد مررنا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بأزمة كبرى والحمد لله بحكمة وروية وتفاهم مع كل مكونات المجتمع اللبناني استطعنا تحييد لبنان عن الفوضى ، لكن هذا لا يعني ان الخطر زال ، ورغم ذلك فإن الارادة اللبنانية الجامعة موجودة وقادرون معا كلبنانيين على مواجهة كل التحديات. . ومن راقب الأزمة الأخيرة لمس مدى الوعي الكبير الذي تحلى به اللبنانيون بعدم العودة لمرحلة التصادم لأن لبنان دفع قبل كل المحيط ثمناً غالياً فلا احد في لبنان اليوم مستعد لأن يعود مرة ثانية لا الى حرب اهلية او لأي شكل من أشكال التصادم بين المكونات اللبنانية .
وخصلت الحريري للقول: أكيد لدينا كثير من المعوقات لكن لدينا أيضا إرادة حقيقية للخروج من الأزمة التي نحن فيها ونحن نعتبر ان لبنان يستطيع ان يكون نموذجاً في النهوض اذا استطعنا البدء بتذليل كل المعوقات التي تعترض قيام الدولة وفي موضوع الحدود مع الآخرين وفي موضوع نبذ العنف وتقوية القضاء على كل أشكال المخالفات .. كلها منظومة متكاملة تشكل الدولة الوطنية التي ننشدها والتي يعرف كل العالم انه اذا لم تقم دولة وطنية لديها رؤية استراتيجية واضحة بكل الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية وبالتصدي للجهل والفقر والبطالة اعتقد ان الوضع يكون أسوأ بكثير لأن هذه المشكلات قد تؤدي الى التطرف الذي يبدأ بغسل العقول ، لذلك نقول ان المعرفة والعلم والتنور هو الباب الوحيد لمحاربة التطرف .
المصدر : صيدا اون لاين