الهجرة باتت أمراً واقعاً !
“كتبت صحيفة “العرب” اللندنية، يعاني لبنان ثالث أكبر دولة مثقلة بالديون في العالم، من أسوأ أزمة اقتصادية
في تاريخه. ولا تكاد الأجور تساوي أي شيء والعمال يتساقطون في براثن الفقر بسرعة فائقة. ووفقا للأمم
المتحدة، فقد تضاعف عدد الأشخاص غير القادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الحصول على الغذاء
الكافي، في العام 2020 إلى 55 في المئة من السكان.
وسط هذه الفوضى، لا توجد طريقة لمعرفة بالضبط عدد اللبنانيين الذين يحزمون حقائبهم، لكن هناك شيء
واحد مؤكد ألا وهو أن الكثير منهم ينتقلون إلى الخارج. وهي ليست ظاهرة جديدة. ومع فرار اللبنانيين من
المجازر والحروب منذ القرن التاسع عشر، أصبحت البلاد واحدة من أكبر مجتمعات الشتات في العالم، حيث يبلغ
عدد اللبنانيين في الشتات حوالي 12 مليون نسمة، أي أربعة أضعاف عدد سكانه. ومن بين هذه المجموعة،
انتقل مئات الآلاف من الأشخاص، الكثير منهم من جنوب لبنان، إلى أفريقيا، وخاصة كوت ديفوار ونيجيريا
والسنغال وسيراليون وغانا.
ولا يعرف تحديدا عدد اللبنانيين الذين انتقلوا إلى غرب أفريقيا منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019،
لكن الأدلة تشير إلى أن العدد كبير.
وتؤكد جيهان عبدالرحمن جاد باحثة دكتوراه بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية جامعة القاهرة، أن الجالية
اللبنانية في أفريقيا أكثر الجاليات العربية في القارة عددا، وذلك لأسباب كثيرة تاريخية ومعاصرة، دفعت بمئات
الآلاف منهم للهجرة إليها.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن 350 ألف لبناني على الأقل منتشرون عبر القارة، وتمثل ساحل العاج
والسنغال ونيجيريا أهم أقطاب الجاليات اللبنانية المقيمة في أفريقيا. وغالبا ما أشاروا إلى أنفسهم على أنهم
حلقة الوصل بين الأوروبيين والأفارقة في غرب أفريقيا، لهذا فهم منافسون للكثير من الجاليات الأخرى.