الوضع السياسي والحكومي الى مزيد من الانسداد وموانع انعقاد مجلس الوزراء زادت
لم تظهر في الساعات الماضية أيّ اشارات ايجابية تدل على احداث ثغرة في جدار الازمة المستجدة الناجمة عن قرار السعودية بالقطيعة مع لبنان اثر نشر تصريح قديم للوزير جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا للاعلام حول اليمن.
وكتبت” الديار”لم يسجل أمس على الصعيد المحلي اي تطور ايجابي في اطار العمل لعودة جلسات مجلس الوزراء، خصوصاً في ظل الخلاف الذي برز حول طريقة معالجة الازمة السعودية بعد موقف الرئيس ميقاتي الداعي الى استقالة او اقالة الوزير قرداحي كجزء من خارطة طريق لمعالجة الازمة مع السعودية، ورد حزب الله وافرقاء آخرين في الحكومة المتشدد والرافض هذا الطرح وتحميل قرداحي المسؤولية.
وفي هذا السياق يبدو ان الازمة الحكومية مرشحة للاستمرار، خصوصا ان موانع انعقاد مجلس الوزراء قد زادت بعد الازمة مع السعودية، حيث ان الثنائي الشيعي ما زال متمسكا بموقفه الرافض لانعقاد المجلس قبل استبدال قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق بيطار، مع تأكيده المستجد ايضا رفض طرح استقالة قرداحي في مجلس الوزراء اي رفض اقالته.
وكتبت” النهار”: اتجه الوضع السياسي والحكومي إلى مزيد من التخبط والانسداد على خلفية الانقسام الذي بات يطبع الوضع الحكومي ويطرح تساؤلات عمّا سيكون عليه مصير الحكومة بعدما كادت “تنكسر الجرة” بين رئيسها نجيب ميقاتي وحزب الله في ظلّ إحباط الحزب لخريطة الطريق التي أعلنها ميقاتي الخميس الماضي للخروج من أزمة المقاطعة السعودية الخليجية للبنان.
ولم تظهر في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة أيّ معالم حلحلة داخلية ولا أيّ مؤشرات لتحرّكات من شأنها أن تبلور مخرجاً للانسداد الذي بلغه الوضع الحكومي إذ تبخر كل كلام عن مساع لعقد جلسة لمجلس الوزراء بما يعني فشل الدفع نحو عقد جلسة يحضرها وزراء الثنائي الشيعي كما كان يؤمل على أن يسبقها او يتخذ خلالها قرار توافقي باستقالة طوعية لوزير الإعلام جورج قرداحي.
ولعلً المفارقة التي برزت أيضاً عقب اصطدام ما طرحه الرئيس ميقاتي برفض قرداحي ومن ورائه “حزب الله” وتيار “المردة” لاستقالته أن الحكومة باتت تترنح ضمن معادلة الدعم الخارجي لبقائها وتفعيلها من جهة والشلل الداخلي الذي فرض عليها جرّاء مقاطعة وزراء الثنائي الشيعي من جهة مقابلة الأمر الذي يرسم ظلال الشكوك والغموض حول مدى صمودها على هذه الحال.
وكتبت” الانباء الالكترونية”: دخلت الازمة منعطفاً خطيراً مع مغادرة الطواقم الدبلوماسية للسفارة السعودية في لبنان بغياب أي بوادر حلحلة بعد رفض وزير الاعلام جورج قرداحي الاستجابة الى رغبات الإستقالة كمقدمة لإيجاد مخرج، وبعد تشبث حزب الله بقوة برفض هذه الاستقالة مكرراً على لسان مسؤوليه لاءاته الثلاث: لا للتعاون مع المحقق العدلي طارق البيطار، لا لاستقالة قرداحي، لا للرضوخ لشروط السعودية.
وأشارت مصادر رفيعة لـ “الأنباء” الالكترونية الى “تأزم الوضع السياسي وعدم التوصل الى قواسم مشتركة مع عودة الانقسام العامودي بقوة إلى الساحة السياسية على خلفية الإساءة للسعودية وتضامن دول مجلس التعاون الخليجي معها، وعدم قدرة رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي على اتخاذ الموقف المناسب لمعالجة الأزمة”.
المصادر الرفيعة قللت من قدرة وفد الجامعة العربية على تسجيل الخرق المطلوب “بسبب الموقف المتصلب لحزب الله الذي يمنع قرداحي من الرضوخ لرغبة ميقاتي بالاحتكام الى ضميره حفاظا على علاقات لبنان العربية. الأمر الذي قد يزيد من تصلب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في رفضه تقديم قرداحي “كبش فداء”، وفق وصفه، ما يؤدي بالتالي إلى تعميق عزلة لبنان عربيا ودوليا، في حين أن فرنسا التي تدعم ميقاتي وترفض استقالة الحكومة، لم تنجح حتى الساعة بتليين الموقف السعودي والخليجي المتصلب حيال لبنان، وهذا الدعم الذي تعول عليه فرنسا لخروج لبنان من أزمته سيقتصر فقط على الجانب الأوروبي، ولن يكون هناك أية مساهمات عربية”.
المصدر : لبنان 24