انقطاع في الكهرباء والبنزين والانترنت وبلد على وشك الانتهاء… ووزارة التربية | الى الامتحانات در !!
البلد على وشك الانتهاء وليس الانهيار. أو كما يحب اللبنانيون المزاح، البلد عامل تصفية وبدو يسكر… فنحن نستيقظ كل يوم على خبر انقطاع شيء جديد، يوم نتهدد بالبنزين وآخر بالمازوت يوم بالكهرباء والانترنت عن جديد.. الكثير من المحلات قد أقفلت أصلا، اللحمة مهددة أيضا.. الخ.
يوافق الخبراء الاقتصاديون والمحلّلون السياسيون على أنه هذا الوقت هو الأسوأ من عمر هذا البلد، “فحتى أيام الحرب كانت أحسن”. هي بالفعل ظروف استثنائية، وربما في العالم كلّه وليس في لبنان فقط، وكأن القيامة على وشك أن تقوم. القلق، الخوف، الانهيار، الاضطرابات النفسية،المشاكل الصحية التي تبعت كل المشاكل النفسية، هي عوارض انهيار الانظمة في العالم التي باتت تقتل الشعب يوميا. لبنان يكاد ان يصبح بقعة جغرافية يسكنها مرضى الاعصاب والقلب، ونحن حقًّا لا نبالغ في قولنا هذا. كل يوم نسمع ان جريمة قتل سببها عصبية زائدة بين اثنين.. لا يمر يوم دون ان تسمع جيرانك وهم يتقاتلون ويصرخون في وجه بعضهم، حاول ان تسمع الشتائم وترى وجوه العالم التي تقود وسط زحمة السير، جرب ان تتحدث للشباب في العشرينات من عمرهم حين يخبروك عن القلق الذي يأكل قلوبهم ويحرمهم النوم، راقب الرجفة التي سيطرت على اجسادهم بسبب الامراض التي خلقها النظام لهم.
هذا البلد لم يعد يصلح للعيش، بعد ان كان جنة الشرق وجنة الله على الارض… بعدما اشتهر بعظمة طقسه وعظمة شعبه وذكائه وقدرته على التطور والانفتاح؛، أصبح أشبه بتجربة لجهنم الآخرة. هذا البلد على وشك اعلان انهياره النهائي، بعد ان اصبح يعلن يوميا عن هزيمة جديدة ومصيبة اكبر من التي سبقتها، هذا البلد على وشك الرجوع ألف سنة الى الوراء بدل التقدم ولو خطوة واحدة الى الامام. البارحة أطلوا علينا بخبر توقف الانترنت بعد خبر توقف الكهرباء بعد مشكلة البنزين التي لحقت مشكلة الدولار! حياتنا اصبحت حرفيا عبارة عن سلسلة من المصائب والكوارث! لم نعد نذكر متى بدأ الانهيار لكننا نعلم تمام المعرفة اننا اصبحنا في عين العاصفة ونحتاج لمعجزة لانقاذنا.
الانترنت ليس رفاهية كي نستغني عنها بمضد ولكن بهدوء، الانترنت أصبح أساس حياتنا العملية وقدرتنا على التواصل مع العالم ومن نحب. توقف الانترنت يعني توقف عملنا بشكل نهائي، وتوقف دراساتنا وتواصلنا. توقف الانترنت يعني ازدياد نسبة البطالة بشكل مخيف وجنوني، ويعني الانحدار اكثر واكثر نحو الفقر والجوع، حياتنا تعتمد بشكل كبير واساسي على الانترنت، خاصة بعد جائحة كورونا ونمط الحياة الذي فرضته علينا.
والسلطة اللبنانية، كما عودتنا دائما، تتخذ قرارات وكأنها تعيش فوق غيمة او في بلاد ال لالاند. فالامتحانات الرسمية ما زالت قائمة مثلا! والمضحك ان الحديث داىما ما يكون “لا يجب تضييع سنة من عمر الطلاب”… سنة واحدة يا معالي الوزير؟ العمر في لبنان كله ضائع، سواء تعلمنا ام لم نتعلم.. عمر الطلاب الدراسي منتهي أساسا، ولا نعلم لم الاصرار على زيادة الضغط على الطلاب رغم كل الضغوطات المعاشة. آخر ما يلزم اطفالنا هو قلق جديد يأكل ما تبقى من صحتهم الجسدية والنفسية.
وزارة التربية متمسكة بالامتحانات وكأنها الحل للبلد وانهياره! ارحموا الطلاب واهاليهم، وخذوا بعين الاعتبار انقطاع الكهرباء والبنزين والانترنت، وفكروا بالفروقات التي ستخلق عدم تكافؤ في الفرص بين الطلاب. وفكروا حين يحلوا لكم، بحل لهذا البلد المنهار…
المصدر : CH23