بعد أحد باسيل كما بعد أحد الحريري | لا حكومة إلا بشرطٍ وحيد
كتب داني حداد في موقع mtv:
من أحد سعد الحريري، الذي هاجم فيه رئيس الجمهوريّة، الى أحد جبران باسيل الذي سيهاجم فيه الحريري بعد أيّام، الحكومة في لبنان مؤجّلة الى أمدٍ بعيد.
يراهن كثيرون على زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعوديّة، والتي لم يُحدَّد موعدها بعد، وقد تتأجّل الى ما بعد الأسبوع الأول من شهر آذار المقبل، لتحريك العجلة الحكوميّة في لبنان.
إلا أنّ مصدراً لبنانيّاً متابعاً للملف الحكومي وعلى تواصل مع عددٍ من الدبلوماسيّين يردّ بثلاثة “لا”، ردّاً على سؤال عن احتمال تأثير هذه الزيارة إيجاباً على الملف الحكومي.
ويقول المصدر إنّ احتمال ولادة الحكومة مرهون بأمرٍ واحد، وإلا فلن تولد حكومة قبل نهاية هذا العهد. وهذا “الأمر الواحد” هو اتفاق أميركي إيراني سيرخي بظلّه على الواقع الإقليمي كلّه، من سوريا الى العراق واليمن، وسيتأثّر به لبنان، الملحَق إقليميّاً.
ويشدّد المصدر على أنّ فاعليّة الدور الفرنسي باتت واضحة، وهي لم تتمكّن، منذ أشهر، من التأثير على الفرقاء اللبنانيّين ودفعهم لتقديم أيّ تنازل يساعد على ولادة الحكومة.
وعلى صعيدٍ موازٍ، يرى مصدر سياسي أنّ احتمال طلب السعوديّة من الحريري أن يقبل بتشكيل حكومة يملك فيها حزب الله وحلفاؤه ١٤ وزيراً من أصل ١٨ غير وارد.
وأشار المصدر الى عدم وجود أيّ سبب يدفع السعوديّة الى مثل هذه الخطوة التنازليّة، ما سيعني استمرار المراوحة بعد زيارة ماكرون الى الرياض.
وإذ يشير المصدر الى أنّ حزب الله، ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيبقيان على تمسّكهما بالحريري، يؤكّد أيضاً أنّ التأثير الخارجي على الداخل اللبناني لا يمكن أن يأتي إلا من الثنائي الولايات المتحدة الأميركيّة وإيران.
إلا أنّ المصدر نفسه يبدي حذراً شديداً في الكلام عمّا ينتظر لبنان في الأشهر المقبلة، إذ يتحدّث عن ابتزازٍ وضغط سيمارسان على حاكم مصرف لبنان، فكلّما لوّح الحاكم بقرب رفع الدعم، سيُردّ عليه بضغطٍ يدفعه لتمديد المهلة.
ويختم: ما دام الضغط لم يأتِ من الخارج، وما دام الدعم لم يُرفَع، فإنّنا لن نشهد ولادة حكومة. نتحدّث بعد تمّوز.