بعد اعلان خسارة الشابة هيفاء اختناقاً، مقربون منها يكشفون تفاصيل مؤثرة… ‘الله يصبر بناتك’ !!!
“لم تكن تعرف هيفاء فوعاني (42 عاماً) أنّها ستكون ليلتها الأخيرة، وأنّ وسيلة التدفئة ستكون قاتلتها وستخطف أنفاسها إلى الأبد. كلمات كثيرة كُتبت على صورتها، الجميع لا يصدّقون هول الفاجعة، الطيبة، الحنونة، الخدومة، المعطاء توفّيت #اختناقاً وتركت بناتها وعائلتها ومحبّيها في حالة صدمة وحزن لا يوصف.
انقطع النفس، خانها قلبها بعد أن ضاقت رئتيها بالغاز، غدرها الموت وسرقها من حضن بناتها وعائلتها وأصدقائها. وقع خبر رحيلها كالصاعقة، “عن جد صدمتينا” بهذه الكلمات نعاها كثيرون، أيعقل أن يتحايل الموت إلى هذه الدرجة ويأتيك على غفلة! وكما كتب كثر “هذه الدنيا شو ظالمة”.
انتشر خبر وفاتها على مواقع التواصل الاجتماعيّ، صورتها التي ترتسم على وجهها لا تُفارقها كما يقول محبّوها.
تكتب احدى السيدات على صفحتها على “فايسبوك”، “ما عم صدّق إنّو خسرت هيفا، أنا مش بس خسرت رفيقة خسرت هيفا يلّي بتعاملني متل بنتا، أنا خسرت أمّي، وجع العمر”.
في حين نعتها مريم قائلةً “الله يرحمك يا هيفا ويصبّر أهلك وبناتك يلّي كنت كتير تحبيهم. كلّنا تفاجأنا بموتك وانشالله الكلّ يكون تعلّم من وفاة هيفا إنّو الدني فانية وكلّنا عالطريق، هيّي اليوم وبكرا نحنا. قد ما انشهرنا وعملنا ما في شي رح يبقى إلّا أعمالنا وبس نروح عند ربنا مش آخدين إلّا أفعالنا”. أمّا عليا فكتبت “كنت أروع إنسانة عا وجه الأرض الله يتغمّدك برحمتة الواسعه وينوّر قبرك ويصبّر قلب بناتك وأختك يا رب”.
وبهذه الكلمات ودّعتها نانسي عازوري ” الله يرحمك يا غالية كنتِ إنسانة ولا أحلى، هيدي الدني شو ظالمة حبيبة قلب الملايين الله يصبّر أهلك وبناتك”.
أمّا نانسي عيسى فقالت “قومي شوفي العالم كلّها عم تحكي فيكي، عاندي الموت وارجعي واضحكي مع زبائنك، دلعي بناتك قومي يا هيفا قومي…ما عم صدّق بعد ما طلع الصبح وفقدناكي، إنت يلّي ما بتحبّي تشوفي حدا مضايقك وزعلان، نشّف قلبنا عليكي قومي وارجعي لعنّا، بس دخيل اسمه الله أخدك لعندو لأنّو بحبّك الله يرحمك يا حنونة”.
بينما نعتها ريّان فوعاني قائلةً “دنيا لا أمان لك..أصبحنا كلّ يوم نفقد عزيزاً. وقدِّر لنا أن نذرف الدّموع كلّ يوم. رحمك الله يا صاحبة القلب الكبير وأمام هذا المصاب لا نملك إلّا أن نقول “.(( إنّا للّه وإنّا إليه راجعون.)) تغمّدك اللّه برحمته الواسعة.. تركت في قلب عيلتك وبالأخصّ بناتك وأمّك حرقة لا يشفيها إلّا الصّبر والسّلوان.”
توفّيت هيفاء نتيجة تسرّب غاز المدفأة ممّا أدى إلى اختناقها. كما شهدنا منذ أيّام وفاة الملحّن اللبناني جان بيار حداد في مصر، وتبيّن أنّ سبب الوفاة يعود إلى تسرّب عاز أدّت إلى اختناقه.
يُسجل سنويّاً حالات وفاة نتيجة تنشّق الغاز أو “تفحيم”، فمتى تهدّد وسائل التدفئة حياة الانسان، وكيف يمكن تجنّب هذه الكارثة المأسوية؟
يشرح البروفسور في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة في مستشفى القديس جاورجيوس جودي باحوس في حديث سابق لـ”النهار” أنّه علينا أوّلاً تقسيم المواد وتفسير خطورتها على صحّة الانسان والتي تندرج ضمن هذه القائمة:
* التفحيم: يؤدّي إشعال الفحم إلى انبعاث أوّل أكسيد الكربون CO حيث يلتحم الغاز بالهيموغلوبين الموجود في الدم وبالتالي عدم وصول الأكسجين إلى الخلايا مما يؤدي إلى الاختناق.
* الغاز: يؤدّي انبعاث الغاز الى تسمّم يصل الى الدماغ، ترافق هذه العملية بعض الأعراض أّها: الدوخة، تسارع في دقّات القلب، صداع. يؤثّر نقص الأوكسجين على الدماغ الذي يعجز عن الدفاع فنشهد حالة إغماء ومن ثمّ اختناق.
التدفئة على الحطب: في هذه الحالة لا نشهد حالة وفاة وإنّما مشاكل صحّية وأهمّها انسداد رئويّ مزمن شبيه بحالة المدخّن. يستنشق الشخص جزئيّات الحطب المتطايرة في الهواء، فتكون حالته شبيهة بالشخص المدخّن.
كيف نتفادى #خطر وسائل التدفئة؟ برأي باحوس “من المهمّ فتح النوافذ والسماح بدخول الهواء النقيّ والتخفيف من حدّة نسبة #أوّل أكسيد الكربون في الغرفة. وفي حال كان الشخص مغمًى عليه ولم يفارق الحياة، يتمّ نقله فوراً إلى المستشفى لإعطائه الاوكسجين الصافي 100 في المئة. لذلك نشدّد على أهميّة فتح إحدى النوافذ ودخول الهواء الى الغرفة حتّى نتفادى سموم التدفئة القاتلة.
النهار