بلد عربي | الأكثر غضبا في العالم!
بلد يسمى أبناؤه بأصحاب الدم الحار الذي يغلي كرما، وعطفا وتسامحا، وغضبا على أبسط الأمور، يرطبون “شرارات العصبية” التي تنساب من أعينهم وكأنها لسعات لهب، بـ”استكان” قدح شاي أصيل ساخن، والسجائر بكثرة مفرطة.
وحسب استطلاع للرأي نفذته، مؤسسة “غالوب” الدولية، تبين أن شعب العراق، الذي يمر في ظروف عصيبة حاليا منذ سنوات، من أكثر شعوب العالم غضبا بين أكثر من 142 دولة.
وأظهر أن 49% من العراقيين، أعربوا عن مشاعر الغضب، ليحتلوا المرتبة الأولى في استطلاع الدول التي تعتبر شعوبها غاضبة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد العراقيين، السودان الجنوبي بنسبة 47 %.
وأعلن ثلث مواطني الدول التي شملها استطلاع “غالوب” عام 2016، بعدما طرحت عليهم أسئلة لقياس مشاعرهم الإيجابية والسلبية قبل يوم من إجراء الدراسة، أنهم واجهوا الكثير من القلق بنسبة 36 %، و3 من سبعة من المستجوبين عانوا من ألم جسدي بمقدار 30 %.
وكشفت “غالوب” أن العراق، حل أولًا خمس مرات على التوالي في قائمة أكثر الدول التي عاش مواطنوها تجارب سلبية بالنظر إلى وضع المعيشة والمشاكل الصحية.
وأرجعت المؤسسة، مؤشر العراق السلبي في الدراسة، إلى النسبة المرتفعة للعراقيين الذين أعرب 63% منهم عن مشاعر الخوف، مقابل 60% عن الألم الجسدي، و 59 % منهم، عبروا عن شعورهم بالإرهاق، و57% منهم قالوا أنهم يشعرون بالحزن.
وحل العراق أيضا في المرتبة 54 في قائمة الدول التي سجل مواطنوها أقل التجارب الإيجابية في حياتهم، في حين جاءت تركيا في المرتبة 52 أي تسبق العراقيين بمرتبين.
وجاءت اليونان أولا من بين الدول التي يشعر شعبها بالإرهاق، بنسبة 67%، طبقا للدراسة نفسها.
و70 في المئة من المستجوبين ضمن للاستطلاع من دول العالم، قالوا إنهم “أمضوا وقتا سعيدا أو ابتسموا، وتمت معاملتهم باحترام”، و50% من الأشخاص أفادوا بأنهم تعلموا شيئا مفيداً قبل يوم من الاستطلاع، عند طرح الأسئلة عليهم من قبل غالوب.
مؤشر المشاعر الإيجابية التي سجلتها غالوب، تراوح ما بين (84 في الباراغواي — 51 في اليمن)، ولم يتم قياس ذلك في سورية خلال عام الاستطلاع، لأسباب ذكرتها المؤسسة بأنها أمنية، بالرغم أنها سجلت معدل أقل من المذكور في سنة 2015.
ويمر الشعب العراقي، وكذلك السوري، ظروفًا صعبة بعد احتلال مناطقهم من قبل الإرهاب الذي سفك الدماء ودمر البلاد وكل شيء ثمين معنوياً ونفسياً من الدور والأزقة إلى الأثار والتاريخ القديم، وبالإضافة إلى تقلبات المناخ وارتفاع درجة الحرارة وتجاوزها الـ50 مئوية في وسط وجنوب العراق بالتزامن مع انعدام استمرار توفر الطاقة الكهربائية وتفشي الفساد الذي له حصة موازية لـ”داعش” الإرهابي في تدمير البلد وجره إلى التهلكة.