بن سلمان ملكاً.. لكنه لن يخدم الحرميْن الشريفيْن!
تحت عنوان “جيل السعودية الجديد يستعد”، نشر موقع “ستراتفور” الاستخباراتي الأميركي تقريراً أكّد فيه أنّ تنحي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاماً) لصالح ابنه وولي عهده الأمير محمد بن سلمان (32 عاماً) مسألة وقت، وأنّ الرياض مقبلة على سلسلة تغييرات على المستويَيْن السياسي والاجتماعي في ضوء هذه الخطوة.
ورأى الموقع أنّ تنحي الملك السعودي يأتي في الوقت الذي “تعاني” فيه المملكة لتطبيق رؤية 2030 الاقتصادية “الطموحة التي تحتاج إليها احتياجاً ماساً”، لافتاً إلى أنّ تفاصيل هذه الخطة التي ما زالت إمّا غير واضحة أو غير محسومة دفعت الرياض إلى إعادة النظر فيها بعد مرور أكثر من سنة على إطلاقها؛ إذ يتردد أنّ موعد طرح نسبة من شركة “أرامكو” للاكتتاب العام سيتأجل إلى العام 2019.
على المستوى السياسي، تطرّق الموقع إلى تعديل الملك السعودي النظام الأساسي للحكم وتوليته ابنه الأمير محمد بن سلمان، مشيراً إلى أنّ الأخير سارع إلى إستحداث “رئاسة أمن الدولة” ووضعها تحت سيطرته بعدما ضم إليها المديرية العامة للمباحث وقوات الأمن الخاصة وقوات الطوارئ الخاصة وطيران الأمن وغيرها من الأجهزة التي كانت تتبع في السابق لوزارة الداخلية.
في ما يتعلّق بالتغييرات التي ستعقب جلوس الأمير محمد بن سلمان على العرش، في خطوة من شأنها أن تجعله أصغر ملوك السعودية سناً منذ نحو قرن، والملك الأوّل المتحدّر من جيل مؤسس السعودية الثالث عبد العزيز بن سعود، توقّع الموقع اتجاه ولي العهد الحالي إلى تقييد حرية التعبير.
في هذا السياق، تطرّق الموقع إلى عمليات التوقيف الأخيرة التي طالت عدداً من الدعاة والشيوخ والناشطين “المرتبط بعضهم بالإخوان المسلمين” والمتعاطفين مع قطر، متحدّثاً عن شعبية “تويتر” في السعودية، إذ يتابع هؤلاء الموقوفون الملايين على الموقع الاجتماعي المذكور.
كذلك تناول الموقع “حراك 15 سبتمبر” الذي تمت الدعوة إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنّ هذا النوع من الاحتجاجات يلقى صدى لدى السعوديين، لا سيّما إذا كانت دوافعه معيشية.
الموقع الذي ألمح إلى أنّ السعودية تتجه إلى انتهاج موقف أكثر تشدداً إزاء التيارات الإسلامية الشبيهة بالإخوان المسلمين وإيدلوجيته المعادية للتركيبة السياسية، رأى أنّ مصير الشيوخ والدعاة الموقوفين سيدل ما إذا كان جو أكثر ليبرالية على المستوى الاجتماعي سيهمين عما قريب على السعودية.
توازياً، نقل الموقع عن مصادر لم يسمّها قولها إنّ الأمير محمد بن سلمان يخطط للفصل بين منصبي الملك وخادم الحرمين الشريفين عند تسلّمه العرش، موضحاً أنّ هذه الخطوة ستجعل منه قائداً مدنياً وعلمانياً أكثر منه شخصية توجيهية مرشدة، (على أن يبقى الملك سلمان “خادم الحرمين الشريفين” بما يعنيه هذا اللقب من رمزية واضحة).
وعليه، أكّد الموقع أنّ هذا التغيير سيكون بمثابة إعلان شديد الأهمية بالنسبة إلى حاكم شاب يسعى إلى شق طريق جديد للمملكة التي تشهد على تغيرات متواصلة.