تحذير إلى سكان العالم: البركان يقترب.. والكرة الأرضية ستشهد “شتاءاً بركانياً”
بركان “يلوستون Yellowstone”، في الولايات المتحدة، خامد منذ 640 ألف عام. لكنه لو ثار، فسيكون أفظع بركان في تاريخ البشرية المعروف. وقد يترك أثاراً كارثية في مجمل أنحاء الأرض بتشكيل ما يدعوه علماء الجيولوجيا “شتاءً بركانياً”.
ففي العام 2011، أشارت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، في تقرير علمي نشرته، إلى أن من المستبعد تماماً أن يشهد أي من البشر الأحياء حالياً ثورة بركان يلوستون المقبلة، وأن هذه لن تحلّ قبل بضعة قرون.
لكن، بعد مضي 6 سنوات على ذلك التقرير، قامت مجموعة من الباحثين من جامعة أريزونا الأميركية بتفنيد ما ورد فيه من توقعات. فوفق استنتاجاتهم، التي نشرتها مجلة ناشيونال جيوغرافيك، لم يعد مستبعداً بتاتاً أن يثور يلوستون خلال عقود من الآن، وليس قروناً. واستند الباحثون على دراسات مستفيضة أجروها على البركان، الذي يقع نقطة تقاطع ثلاث ولايات أميركية، هي وايومنغ وأيداهو ومونتانا.
إذ قام الفريق العلمي بتحليل عينات من المعادن الموجودة داخل أرمدة مستحاثة (متحولة إلى أحفوريات) أخذت من حُمم سطح البركان، وعكفوا على دراسة خصائصها ودرجات حرارتها. فوجدوا أن تغيرات كبيرة قد حصلت خلال بضع سنوات، بينما كان متوقعاً لها أن تتم خلال قرون وفق مسارات المنحنيات الزمنية التخمينية السابقة، التي بات ضرورياً إعادة النظر في دقتها. عليه، “أصبح بركان يلوستون مرشحاً للانفجار في رمشة عين جيولوجية”، وفق تعبير باحثي جامعة أريزونا المنشور في ناشيونال جيوغرافيك.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن انفجار بركان يلوستون سيؤدي إلى تطاير أكثر من كيلومتر مكعب من الأحجار الملتهبة والأرمدة، وأن السواد الأعظم من الولايات المتحدة سيتغطى بطبقة خفيفة من الرماد، إضافة إلى موت نحو 90 ألف شخص في فترة وجيزة. ,أوضحت أن هيجان ذلك البركان قد يفضي إلى تكوّن “شتاء بركاني” في معظم أنحاء الكرة الأرضية، ومن تبعاته هبوط درجات الحرارة والقضاء على الزرع وإتلاف الغلال والمحاصيل. بالتالي، حصول مجاعات وربما نشوب نزاعات عنيفة وحروب للظفر بما سيتبقى من مخزون.
المصدر: محمد السعدي/ المدن