ترقّبٌ لجلسة الثلاثاء.. ‘لوح زجاج وانكسر؟’
تتّجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، فهل تستطيع إصلاح ما أفسدته الجمعة الفائتة، أم أن العلاقة بين الثنائيين رئيس الجمهورية ميشال عون ونجيب ميقاتي، و”أمل” و”حزب الله”، لوح زجاج وانكسر؟
الانطباعات الأولية، ان “الحرد” ممكن، لكن الطلاق مستحيل، في الحسابات المستقبلية المشتركة والواعدة، فالتعيينات العسكرية التي أغضبت رئيس مجلس النواب نبيه بري، تسهل معالجتها، من خلال تعيين نائب لمدير عام أمن الدولة، يسميه الرئيس بري، أما العقدة، فبالموازنة، التي اتهم حزب الله ميقاتي “بتهريبها” نفضا لليد وتهربا من مسؤولياتها أمام الشعب اللبناني الغاضب والناقم على الحال الذي أوصلوه إليه. وهي أيضا لن تعدم التفاهم عند التقاء المصالح.
وحساب الموازنة في مجلس النواب بالطبع، حيث سيتبارى القلقون على معيشة اللبنانيين في المدح والردح مع الموازنة وضدها، حتى يصلوا إلى كلمة سواء، وسيصلون في نهاية المطاف، لأن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي توجب التوافق على حدود معينة، كما لأن “سياسة الخنق” المسلطة على الشعب اللبناني لإرغامه على القبول بالتسويات الإقليمية والدولية، آن أوانها، أو يكاد، مع اقتراب السلطة اللبنانية من الموافقة على عروض الوسيط الأميركي هوكشتاين، بشأن “صفقة” ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الإسرائيلي.
وبالعودة الى ما حصل في جلسة يوم الجمعة، التي كانت مقررة للمصادقة على مشروع الموازنة الذي أعده وزير المال يوسف الخليل المحسوب على الرئيس بري، وإذا بالرئيس عون يطرح تكليف مدير عام سكك الحديد كمفوض للحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار، وهو مركز شاغر مخصص للموحدين الدروز، فاعترض وزير الثقافة محمد المرتضى المحسوب على “أمل”، معتبرا ذلك بمنزلة تعيين، فيما الجلسة مخصصة للموازنة، فأجابه ميقاتي: هذا تكليف بالإدارة وليس تعيينا.
وتقبل المرتضى الجواب، الى انه توجه الى الرئيسين عون وميقاتي والى وزير الدفاع موريس سليم بالقول: ماذا لديك؟ فأجاب: لدينا تعيينات في المجلس العسكري، بدنا نعين العميدين محمد المصطفى (سني) أمينا عاما للمجلس، والعميد بيار صعب (كاثوليكي) عضوا في المجلس، وهي مراكز شاغرة، هنا قال الوزير المرتضى بانفعال: شو صار فيه تعيينات لماذا؟ فأجابه عون: ما فينا ننتظر، فرد المرتضى: انتم تخرقون الاتفاق السياسي الذي حصل بعدم إجراء تعيينات، والمطلوب تأجيل التعيينات الى جلسة الثلاثاء.
وتوجّه عون الى ميقاتي مستفسرا: شو عم يقول؟ فأجابه ميقاتي: عم يقول لنؤجل الجلسة الى الثلاثاء، وبعد التشاور بين عون وميقاتي عن قرب، قال ميقاتي: أجلنا الجلسة، الى الثلاثاء.. وهنا ضرب الرئيس عون بمطرقته معلنا انتهاء الجلسة، فتوجه المرتضى الى ميقاتي سائلا: شو صار أتأجلت الى الثلاثاء؟ فأجابه نعم، ثم توجه ميقاتي الى الرئيس عون بالسؤال: أجلناها فخامة الرئيس ما هيك؟ فرد عون قائلا: لا عيناهم. بعدئذ اكتشف الجميع من تصريح الرئيس عون للإعلاميين بأن الموازنة أقرت، من دون مناقشة وكذلك التعيينات!
وأوضحت المصادر المتابعة لـ”الأنباء” أن ما حصل ليس “تهريبة” كما اعتبر “حزب الله” وحركة “أمل”، بل هو ما أوضح عنه ميقاتي لاحقا، وخلاصته، ان جدول أعمال مجلس الوزراء، هو من يعده، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وليس لأحد ان يفرض عليه جدول أعمال مجلس وزرائه، كما فعل الثنائي عندما اشترط لعودة وزرائه الى مجلس الوزراء، حصر البحث بالموازنة العامة وبخطة التعافي الاقتصادي والمعيشي.
المصدر : الأنباء الكويتية