تفاصيل تُنشر للمرّة الأولى.. هذا ما فعله حزب الله بـ “كارول معلوف”!
تجاهُل حزب الله للتسريبات التي بثتها قناة “الجديد” حول عروض كارول معلوف لبيع مقابلتها مع أسيرين للحزب بحوزة “النصرة”، لا ينفي أن التقرير الذي أعده جاد غصن، أنهى أي حيثية إعلامية وغير إعلامية لمعلوف، وقضى على كل نشاطها “الاعلامي” والتدويني في العالم الافتراضي بوصفها مناهضة للحزب، وذلك على ضوء محاولاتها عقد صفقات، تراعي فيها مصالح الحزب وصورته.
والحزب، تصرف وفق قاعدة أنه غير معنيّ بأي تفصيل مرتبط بمعلوف. لم يعلق على ما ورد أخيراً، كما لم يعلق في وقت سابق على مقابلتها مع أسراه، وما أثاره ذلك من جدل.. فقاعدة التجاهل، يتقنها الحزب إعلامياً، للنفاذ من أي تداعيات يمكن أن تترتب على التثبيت أو الانكار.. علماً أن التقرير استوفى غرضه، بما يصب في صالح الحزب.
على أن استيفاء الغرض، هو النتيجة الحتمية لمساعٍ بدأتها معلوف، لما بدا في سياق الفيديو أنه “استدراج” و”ابتزاز” في الوقت نفسه. ظهر التعاطي مع المقطع المأخوذ من اتصالين منفصلين، أنه استدراج لها لتقديم ما بحوزتها عبر مقرب منه، كان ليكون وسيطاً، لولا فشل الصفقة. ولم يكن الاتصال بتاتاً مع شخصية قيادية في الحزب، أو منظمة فيه.
لم يقفل الوسيط المفترض أبواب الحوار. راهن فعلياً على لعبة الوقت. طرحت معلوف ما لها، وما عليها. قالت انها ستبيع المقابلة لمحطات تلفزيونية. تمهل الوسيط عن طريق المماطلة، الى أن التزمت بوقت اطلالتها في “أم تي في” ضمن برنامج “بموضوعية”. كان الوقت بالنسبة لها مقتلاً. لم يُحسم التفاوض، قبل ظهورها، فاضطرت للإلتزام بما طرحته، وهو عرض ست دقائق من المقابلة المطولة. وإثر عرض المشاهد التي “لن تُغضب حزب الله”، لم تعد المقابلة بأكملها بالنسبة لشاشات كانت ستعرضها، كما قالت في التسجيل، ذات جدوى، ولم تعد أي سبق.
في هذا الوقت، فشلت الصفقة. خسرت معلوف ما راهنت عليه، وهو كسب 200 ألف دولار من الحزب.. كما خسرت فرصاً أخرى تحدثت عنها، وهو ما دفعها لعرض المقابلة كاملة في “يوتيوب” بالمجان.
يبدو أن الحزب كان يتوقع فحوى المقابلة. التوقعات حول مضمونها، ليس صعباً التنبؤ به. ثمة مقاتلين في الحزب أسرى لدى تنظيم ارهابيّ، من المتوقع أن يدليا بما قالاه حرفياً، على قاعدة أن مضموناً مشابهاً خرج على ألسنة العسكريين اللبنانيين الذين كانوا معتقلين لدى “النصرة” في جرود عرسال.
هكذا، فشلت الصفقة. لكن الكشف عنها، بهذه التسجيلات التي مُنحت لـ”الجديد”، أريد به هدف واحداً، وهو تدمير علاقة معلوف، التي قادت حملاتها ضد الحزب على مدى أشهر، بـ”النصرة” وبجمهورها الذي بنته إثر حدتها في التعاطي مع ملفات الحزب.
لا نقاش في أن التقرير يستند الى معلومات مسربة “من جهة ما”، قد لا يكون الحزب المصدر الحصري لها، بحسب ما تشير التقديرات. وأثبت أن الإعلام هو المعلومة التي تصل الى غرف الاخبار، لأهداف مصادرها. وفي حالة معلوف، أظهر كارول كتاجرة، بما يتخطى كونها اعلامية، تبيع وتشتري وتفاوض، ولا يرتبط عملها بتاتاً بما تدعيه، وليس آخرها ما قالته إثر عرض المقابلة في “بموضوعية”.