تفاصيل جديدة عن تدخل باريس بـ”مصير” الحريري.. بعد اجتماع دام 3 ساعات بين ماكرون وبن سلمان “أُطلق سراح” الحريري!
(ترجمة “لبنان 24” – Le monde)
نشرت صحيفة “لو موند” الفرنسية تقريراً تناولت فيه زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس، المحطة الأخيرة التي سيتوقّف فيها ليوميْن بعد زيارته مصر والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، حيث أثبت نفسه كـ”رجل دولة” أمام عدد من الحلفاء الأساسيين لبلاده، قائلةً: “لم يصبح محمد بن سلمان ملكاً بعد، إلاّ أنّه يُعامل كذلك”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ بن سلمان يسعى إلى تجسيد صورة أكثر ليبرالية وحداثة للسعودية في باريس، كما عمِل في محطاته السابقة، موضحةً أنّ باريس تراهن على ذلك وتتحدّث بشكل رئيس عن “رؤية مشتركة” و”شريك استراتيجي جديد” في إشارة إلى الرياض.
ورأت الصحيفة أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يعتزم- وفقاً لأسلوبه- أن يلعب على وتر العلاقة الشخصية مع بن سلمان وأن يظهر أنّ رابطاً من هذا النوع يقوم بينه وبين ولي العهد، مبينةً أنّهما تناولا طعام العشاء بمفردهما مساء أمس الأحد في متحف اللوفر.
في هذا السياق، ذكّرت الصحيفة بأنّ الرجليْن التقيا للمرة الأولى في 9 تشرين الثاني الفائت، خلال توقف ماكرون بشكل مفاجئ في الرياض في إطار زيارته إلى الإمارات، لافتةً إلى أنّ الرئيس الفرنسي “أقنع” ولي العهد عقب اجتماع دام 3 ساعات في مطار العاصمة السعودية بأن “يسمح” لرئيس الحكومة سعد الحريري بمغادرة البلاد، بعد إعلانه استقالته بشكل مفاجئ في 4 تشرين الثاني.
ووصفت الصحيفة اللقاء الذي جمع الرجليْن بعد منتصف الليل، بأنّه “صريح” و”متوتر”، مؤكدةً أنّهما تناولا “مصير” الحريري ومسألة إيران، إذ شرح بن سلمان لماكرون أنّه ينبغي لباريس الاختيار بين الرياض وطهران.
وعليه، توقعت الصحيفة أن يتناول بن سلمان وماكرون ملفيْ لبنان، المقبل على الانتخابات، وإيران، قائلةً إنّ الأمير السعودي يشعر بالاندفاع بسبب دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب له، مذكرةً بتأكيده أنّه “لم يسبق للعلاقة بين البلدين أن كانت بهذه المتانة”.
من جهته، علّق السفير الفرنسي السابق لدى سوريا، ميشال دوكلو، على هذه التطورات بالقول: “يعتبر (بن سلمان) أنّ وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض يمثّل فرصة تاريخية للقوى السنية”.
ختاماً، شدّدت الصحيفة على أنّ علاقة فرنسا مع السعودية باتت جيو سياسية أكثر فأكثر، مؤكدةً أنّ الرياض تُعدّ شريكاً أساسياً في الحرب ضد الإرهاب، حيث تأمل باريس في أن تجدد مساهمتها في دعم قوة مكافحة الإرهاب في الساحل، بعدما موّلتها بـ100 مليون دولار السنة الفائتة.