«جنى» طالبة في «اللبنانية» تبتكر تكرير المياه بقشر القريدس وتحصل على براءة اختراع | مشروعها يمكن أن يساهم في نموّ الاقتصاد الللبناني بحال الحصول على تمويل!
كتبت جويل غابي في صحيفة الأخبار:
حصلت عياش (26 عاماً) طالبة دكتوراه في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية على براءة اختراع في مجال الكيمياء الصناعية، إذ ابتكرت تقنية تكرير المياه، كمرحلة أوّلية، بقشر القريدس كإجراء يحمي الطبيعة ويحدّ من الملوّثات.
التقنية أتت ضمن الأطروحة التي تحضّرها عياش تحت إشراف كلّ من البروفيسير أكرم حجازي من الجامعة اللبنانية والبروفيسير لومينيتا كاتوار من جامعة REIMS الفرنسية، لكنّها واجهت معوقات عدة خلال إنجاز المشروع بسبب ارتفاع تكاليف المواد وتصليح الآلات الموجودة في المختبرات المسعّرة بالدولار. مع ذلك، فقد سجّلت سابقة بالاعتماد على مواد طبيعية من أجل تكرير المياه لتكون صالحة للشرب، في حين أنّ الدراسات السابقة تتمحور حول الطرق التقليدية للتخفيف من التلوّث كالاعتماد على التراب والبحص المكلفة جداً والتي تستوجب طاقة كبيرة.
وتقول جنى إنّه جرى البحث «عن طريقة أسهل، بأقلّ تكلفة وضرر ممكن على الطبيعة، قابلة على تنقية المياه، وكانت النتيجة باللجوء إلى استخدام قشر سمك القريدس. توجّهنا إلى كافة المطاعم التي ترمي قشر القريدس وحصلنا على كمية كبيرة منها من أجل البدء بالقيام في العلاج اللازم لهذه المواد في المختبر. وبعد أكثر من عام ونصف من الأبحاث والعمل توصّلنا أخيراً إلى المادة النهائية «Gel chitosan» التي وضعناها فيما بعد كطبقة أولى للمصفاة».
يتميّز هذا المشروع باستخدام طريقة بسيطة وسهلة، غير مكلفة وصديقة للبيئة، من دون وجود أيّ آثار جانبية. وعليه فإنّ الهدف الأساسي منه يكمن في تنظيف مياه الأنهار والبحار، حيث أن المياه في لبنان بأغلبيتها ملوثة بسبب جميع أنواع الملوثات العالقة فيها من البكتيريا، المواد الكيمائية الصلبة والمعادن. إذ يقتصر وضع المصفاة في حنفية المنزل من أجل إزالة الملوثات من المياه الخام وتنقية مياه الشرب في الوقت ذاته وتشجيع الناس على اعتمادها اليومي.
من ناحية أخرى، وفي حال الحصول على تمويل كبير، يمكن لهذا المشروع أن يساهم في نموّ الاقتصاد الللبناني، إذ إنّ هذه المصفاة غير المكلفة يمكن تصديرها إلى كافة أنحاء العالم للاستفادة من استخداماتها المتعددة في عمليات تكرير مياه الصرف الصحي وتفتيت مياه البحر، بالإضافة إلى استخداماتها لمعالجة المياه الموجودة داخل المسابح، المستشفيات، المدارس والجامعات.
المصدر: جويل غابي – الأخبار