من الآفات التي تصيب البعض من أفراد مجتمعاتنا آفة الأنانية وحب الذات .
فالأنانية عندما تصيب المرء تجعل منه متكبراً مغروراً لا يرى الصح إلا فيما يفعله.
فكيف يمكننا أن نتجنب هذه الآفات الخطيرة .
وكيف يمكن أن لا نكون من الأنانيين هذه الصفة غير المحمودة في ديننا وفي جميع الأديان السماوية
تعاليم النبي محمد (ص) وآل بيته(ع) تنهانا عن مثل هذه الصفات
وتعاليم النبي محمد ( ص) وآل بيته (ع) تتبرأ ممن يحمل هكذا صفات وتأمرنا بحب الآخرين ودفع الأذية عنهم .
وكم في الأحاديث التي وردت وتحدثت عن حب الآخرين وصلة الأرحام واحترام الكبار والعطف على الصغار وكل ذلك مغاير ومعاكس للأنانية وحب الذات .
وكم من الوصايا التي أوصى بها نبينا الأعظم (ص) التي تأمرنا بمراعاة الجار وحبه والإهتمام به حتى ظنّ المسلمون أنّه سيوصي بإعطائهم شيئاً من الإرث .
عندما نتعرف على هذه التعاليم . أليس الأجدر بنا أنّ نعمل بها ؟ أم أننا نمر بها مرور اللاكرام ولا نأخذها ولا نتصف بها .
إذ كيف يمكن أن نكون من العاملين بالصفات الأخلاقية الحميدة وبحب الآخرين ونحن نتسبب بأذية الآخرين سواءً الجيران أو المارة أو أبناء البلدة أو الطبيعة.فنعتدي على الطرقات العامة تارة بالبناء عليها وتارة بترك الردميات عليها أيضاً وأحياناً بركن السيارة في غير مكانها وأحياناً برمي المياه المبتذلة والتسبب بالروائح الكريهة والحشرات والحفر والحوادث
ونعتدي على أنظمة توزيع المياه والكهرباء بسرقتها وترك الجيران محرومين من هذه الخدمات الضرورية واَلأمَر في ذلك أن البعض يهدرها ولا يترك جاره يستفيد منها .
ونعتدي على الأملاك العامة تارة بالزحف عليها وطوراً بجعلها مكبات عشوائية للنفايات التي أصبحت تتسبب بالحرائق والقضاء على الأشجار .
ونعتدي كذلك على راحة الجار ونومه من خلال أصوات المصانع والمعامل والموتورات التي لا تلتزم بساعات العمل المسموح بها في القانون .
كيف نقبل على أنفسنا بأن نتسبب بالخوف والرعب والإزعاج للصغار والكبار والمرضى جراء إطلاق المفرقعات والرصاص فقط لأننا نريد أن نحتفل بمناسبة تافهة أو غير تافهة خاصة أو عامة .
كل ذلك حاصل ويحصل يومياً في مجتمعنا الذي ينبغي أن يتصف بصفات محمد وآل بيت محمد (ص) .
فهل هذه صفات محمد ( ص) وهل هذه أخلاق محمد (ص) حاشا لله أن تكون كذلك وحاشا لله أن يدعو للأنانية ولحب الذات وهو الذي عرضت عليه الدنيا وما فيها ولم يقبلها لأنه لا يريد إلا رضوان الله وخدمة عباده .
فلنتخلق بأخلاق النبي (ص) وبصفات النبي (ص) ولنحّب الآخرين ولنّحب خدمتهم ولنخرج من أنانياتنا ومن أذانا للآخرين عباد الرحمن الذي لا يستحقون إلا الخير والعونة والراحة …
ودمتم في خير وعافية
علي ركين