حراجل ومار ماما تبكيان ابنيهما… طوني وزاد صديقان في الحياة ورفيقان في الممات
كانا في طريق عودتهما إلى المنزل حين تربّص بهما الموت على أوتوستراد جونية، حيث اصطدمت السيارة التي يستقلّانها بشجرة ليسارع الرحيل الأبديّ… هما الصديقان في الحياة والرفيقان في الممات، طوني شقير وزاد سعد اللذان فجعا كلّ من عرفهما بفراقهما المبكر.
حراجل تبكي ابنها
استفاقت بلدة حراجل اليوم على الخبر الكارثيّ، ابنها طوني خطفه الموت عند الساعة الخامسة فجراً، هو الذي كان مع صديقه زاد كما قال قريبه جوزيف شقير: “أمضيا السهرة سويّاً، وعندما قرّر زاد إيصاله إلى منزله وقع الحادث المأسوي”، مضيفاً: “على ما يبدو أنّ النوم غلبهما فاصطدمت السيّارة بالشجرة، ليلفظا آخر أنفاسهما على الفور، وقد أطلعنا الطبيب الشرعيّ أن الضربة أصابت صدر طوني وتسبّبت بطقّ عنقه”.
طوني الذي كان موظّفاً في بلدية بلدته، حلم كما قال جوزيف “بالانضمام الى صفوف الأمن العام، لاسيّما بعد تركه عمله، حيث خطّط لمستقبله، آملاً الوصول إلى ما يهدف إليه، لكنّ الزمن لم يمنحه مزيداً من الوقت لتحقيق أحلامه، عاش 26 سنة على الأرض في عائلة متماسكة ومحبّة مؤلّفة إضافة إلى الأم والأب من شابّين وفتاتين، وإذ يهاجمها الحزن بعدما خطف منهم الابن البارّ، قبل أيام من عيد مولده، هو الشاب الخلوق البار بوالديه والمحبّ للجميع”.
الحزن يخيم على بلدة مار ماما
كذلك بلدة مار ماما في البترون خسرت ابنها زاد ابن الـ28 ربيعاً، وبحسب ما قال صديقه وصديق طوني، فيكتور راجحه لـ”النهار”: “كان من خيرة الناس، عمل موظّفاً في شركة تأمين، كان يفكّر بالسفر كما العديد من شباب لبنان، وذلك لتأمين مستقبله ومساعدة عائلته، فقد كان همّه فعل كلّ ما في وسعه لإسعاد والديه وشقيقه وشقيقته، فلم يتوقّع يوماً أنّه سيكون سبباً في حزنهم الكبير بعدما فرض عليه الرحيل من دون أن يتمكّن من وداعهم”.
غداً سيزفّ طوني وزاد إلى مثواهما الأخير، هما اللذان رحلا كما نعاهما أصدقاؤهما بجسديهما، لكنّ روحيهما ستبقيان ترافقان كلّ من عرفهما.
المصدر : النهار