حرب إسرائيلية سريعة على لبنان.. واشنطن وموسكو ضمانتها
عادت سيناريوهات الحرب الإسرائيلية على لبنان إلى التداول في الصالونات السياسية اللبنانية. تحليلات كثيرة تسبق الحديث عن ضربة متوقعة تستهدف “حزب الله” في لبنان وسوريا.
وتتركز التحليلات التي يستند عليها بعض المطلعين، إلى معلومات تقول بأن حركة الإعلام الأجنبي تزداد بشكل لافت في لبنان، الأمر الذي يؤشر إلى حصول أمر ما، وهذا ما يبدو جلياً في الأسابيع القليلة الماضية، إضافة إلى الحشد الكبير الذي قامت به إسرائيل بحجة المناورات، إضافة إلى عمليات التحليق الكثيفة جداً لطائرات الإستطلاع الإسرائيلية، والتي يمكن وصفها بغير المسبوقة في أجواء الجنوب والبقاع…
يقول السيناريو الأكثر تداولاً أن إسرائيل تستعد لشن حملة جوية كبيرة جداً وسريعة على أهداف محددة (كثيرة) في لبنان وسوريا، تستمر الحملة المركز أياماً قليلة لا تتجاوز الأربعة، تستطيع من خلالها إسرائيل تدمير البنية الأساسية للحزب، إضافة إلى إستهداف بعض العقول والقادة فيه، خاصة أن حركة هؤلاء أصبحت مكشوفة بشكل أكبر نظراً لإنخراطهم في الحرب السورية، مما يؤدي إلى إضعاف الحزب إلى حدّ ما تغيير معادلة الرد لصالح إسرائيل وتالياً قواعد الإشتباك.
إسرائيل التي تحاول تجنب أي معركة بريّة في لبنان، ستكون جاهزة لإيقاف الحرب في حال بدأ الضغط الدولي، وخاصة الروسي والأميركي، وهذا ما سيحصل وفق السيناريو ذاته، إذ سيبدأ الضغط السياسي الكبير بهدف وقف إطلاق النار، بل من أجل فرضه بالقوة.
هكذا، تعيد الضربة المركزة “حزب الله” سنوات إلى الوراء، وقد تمحي مفاعيل الحرب السورية، التي راكم فيها الحزب أسلحة نوعية وخبرات كبيرة، وتبعد الخطر عن إسرائيل لفترة من الزمن، تكون خلالها تل ابيب تقوم بتنفيذ عمليات إغتيال وقصف مواقع ومخازن، وهو ما سيكون من مفاعيل تغيير قواعد الإشتباك.
ينظر الحزب لإمكانية حصول حرب إسرائيلية على لبنان بإعتباره أمراً محسوماً، لكن كل السيناريوهات الإسرائيلية تنطلق من معرفته ومعلوماته، وهذا ما بان فشله في التجارب السابقة.