“حزب الله” إشتبك مع إسرائيل جواً (هام جداً)
لأسباب كثيرة لا يردّ “حزب الله” على الغارات الإسرائيلية التي تستهدف شاحنات يقال أنها تنقل أسلحة وصواريخ لصالحه في سوريا ومنها. لعل أهمها أنه لا يريد إلزام نفسه بالردّ من الأراضي اللبنانية الأمر الذي قد يخلق إشكالاً سياسياً داخلياً، كما أنه يسعى إلى عدم إعطاء تل أبيب أي إشارة تؤكد أن ما إستهدفته هو فعلاً شحنات صواريخ نحو مواقعه في لبنان، خاصة أن الردّ من داخل سوريا سيؤكد أن الشاحنات المستهدفة ليست تضليلية، وتالياً فإن معلومات إسرائيل الإستخبارية دقيقة.
لكن، يبدو أن ما حصل أمس، لا يمكن النظر إليه إلّا بإعتباره تطوراً نوعياً في ستاتيكو الصراع بين “حزب الله” وإسرائيل، وفي التفاصيل أن عدداً من الطائرات الإسرائيلية قامت بإستهداف عدد من الشاحنات التي تعتقد أنها تابعة لـ”حزب الله” وتنقل له صواريخ نوعية.
الطائرات الإسرائيلية كانت دخلت الأراضي السورية من جهة “البريج” عبر الأراضي اللبنانية وإستهدفت شاحنات في ريف حمص الشرقي قرب تدمر..
مصادر عسكرية مطلعة تؤكد أن دفاعات جوية متطورة، أطلقت عدّة صواريخ على الطائرات الإسرائيلية، حيث لاحقتها إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، ونحو الأردن، مما أدى إلى سقوط طائرة داخل الأراضي المحتلة.
ووفق المصادر، هناك نقاط عدّة يمكن التوقف عندها بعد هذا الحدث، أهمها:
1. إطلاق صواريخ متطورة جداً يرجح أن تكون صواريخ “أس 300” على الطائرات الاسرائيلية من داخل المناطق التي يسيطر عليها “حزب الله” في سوريا، أي الخط الحدودي الذي يشمل كلاً من القلمون والقصير وصولاً إلى القنيطرة.
2. التصدي العنيف للطائرات الإسرائيلية لم يراع الوجود الروسي في سوريا، أي أن موسكو لا تتدخل في منع تدحرج أي إعتداء إسرائيلي إلى حرب بعد حصول ردّ وردّ مضاد.
3. الصواريخ التي أطلقت من سوريا لاحقت الطائرات الإسرائيلية إلى داخل الأراضي المحتلة حيث وصل إحداها إلى حدود القدس.
وتلفت المصادر إلى أن الردّ حصل تلقائياً، إذ إن المعنيين والعاملين على سلاح الدفاع الجوي في الداخل السوري لديهم أوامر واضحة بإسقاط أي طائرة تعتدي على الأراضي السورية.
لكن بعيداً عن الجهة التي أطلقت الصواريخ ونوعيتها، وما إذا كان أسقطت طائرة إسرائيلية أم لا، لكن المعطيات المتفق على صحتها تقول أن صاروخ أرض – جو متطور أطلق من منطقة سورية يملك فيها “حزب الله” نفوذاً عسكرياً واسعاً، لاحق الطائرات الإسرائيلية إلى داخل الأراضي المحتلة، من دون أن يكون لموسكو أي علاقة بعملية التصدي لهذه الطائرات.
كل تلك المعطيات توحي أن “حزب الله”، أو في أحسن تقدير الجيش السوري، أصبح يمتلك صواريخ دفاع جوي متطورة ويمتلك حرية إستعمالها، وتالياً من المرجح أن يكون الحزب إستطاع الحصول على هذا النوع من الصواريخ ونقلها إلى لبنان.