حكاية إيثار لبنانية | سارة وهبت شقيقتها مها كليتها وخلصتها من معاناة غسيل الكلى.. والأخيرة “بالأول رفضت من خوفي عليها”
بعيدًا عما نمر به من أزمات وبعيدًا عن قبح الإحتكار، ضجت بلدة قانا – جنوب لبنان بحكاية إيثار غير عادية. فقد أهدت سارة شقيقتها مها قطعة منها.. وهبتها “كلية” لتخلصها من معاناة غسيل الكلى.
مها عطية (40 سنة) لا تزال على سرير المستشفى في أوتيل ديو وهي بوضع صحي جيد، في حين أن شقيقتها المُتبرعة سارة (30 سنة) غادرت المستشفى بعد نجاح العملية.
تقول مها في حديثها لموقع بنت جبيل أنها كانت قد خضعت لعملية زرع كلية منذ حوالي 15 سنة، إلا أن معاناتها مع الفشل الكلوي عادت منذ شهر نيسان.
فاضطرت لخوض غسيل الكلى لشهر ونصف، الأمر الذي استفز شقيقتها وجعلها تطرح فكرة التبرع.
تقول مها “اختي بس شافت كيف عم يصير معي أصرت انها تتبرعلي”. وتتابع “مع اني رفضت الفكرة من خوفي عليها.. ولكن أصرت”.
تولت سارة مهمة إبلاغ الأهل، وتشاطرت العائلة هواجس الخوف والفرح في آن معًا. وبعد إجراء الفحوصات والإجراءات الطبية اللازمة، لجهة تأكيد تطابق الأنسجة وإتمام التفاصيل القانونية، تمت العملية بنجاح بإشراف طاقم متخصص.
ومن ناحية طبية معلومٌ أنه مع التقدم في العمر تصبح عملية زراعة الكلى أكثر صعوبة أو خطورة، لذا شكلت مبادرة سارة خطوة نجدة في الوقت المناسب.
ويصح القول، وهبت سارة قطعة من جسدها لجسد أختها المتعب عله يستعيد سابق حيويته. وبات بإمكانها حرفيًّا القول “يتعافى المرء باخوته”.
داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ