خفايا الشرق الاوسط الجديد
فاطمة جواد بيضون :
ربما يظن البعض أن الفوضى الخلاقة التي نتجت بعد إطلاق الشرق الاوسط الجديد والتى حدثت ومازالت فى الشرق الأوسط فعلتها أمريكا من أجل “جمال العرب ” و “تطوير العرب “” من كثرة حبها لهم . لكن ما وراء كواليس الشرق الاوسط الجديد ؟؟؟ الكل يعرف ان امريكا تتعامل مع من ستستفيد منه وتستفيد معه اي ان المصلحة بابها الاول ، فما هدفها من إطلاق الشرق الاوسط الجديد ؟؟؟ ..لقد تخيل البعض أن امريكا تريد حقاً مساعدة العرب والشرق الأوسط ، ودلل البعض على ذلك بما أدلت به وزيرة الخارجية الأميركية “كونداليزا رايس ” بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية في مطلع عام 2005 ، واذاعت حينها وزيرة الخارجية عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية بالعالم العربي والبدء بتشكيل مايُعرف ب “الشرق الأوسط الجديد ” . ولكن الهدف من كل ذلك هو نشر ” الفوضى الخلاقة ” في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية . إن الواقع يؤكد ما وراء كواليس الشرق الأوسط الجديد ، فالأمور خرجت بطبيعتها بداية من تونس ومصر وما بعدها من دول عربية ، بعد كبت وموت للإحياء فى تلك الدول من مستوى المعيشة والظلم والفساد ، وبدأت أمريكا فى تنفيذ خطتها “الفوضى الخلاقة” من أجل تقسيم بعض الدول العربية من جديد وهيمنة واضحة تديرها من خلال شبكة مصالحها المختلفة وتعديل الدفة لما تريده هي ، فزرعت الخوف لدى حكام الأنظمة العربية مما سوف يحدث لهم من الثورات العربية ، إلى جانب أن هؤلاء الحكام يخشون على الكراسى والمصالح فكان طبيعياً السعى من أجل اجهاض تلك الثورات والتحالف مع أي أحد دون رؤية لما سوف يحدث فى منطقة الشرق الأوسط، ونجحت امريكا فى خطوات تطبيق ما كانت تسعى اليه من فوضى خلاقة ، خاصة أنها كانت قد بداتها مع الغزو الأمريكي للعراق الذي قادته عام 2003 والذي أنتج إطلاق الميليشيات في العالم ، فمن هنا كانت بداية الإعداد لصناعة “داعش” التى أطلقت أجنحتها فى الأرض تسعى فساداً تحت راّية الاسلام ، والاسلام برىء منهم . ….إن “الفوضى الخلاقة” التى بدأتها أمريكا قد أخذت منحنياً يصعب سيطرة أمريكا عليه بعد أن دخلت أطراف أخرى على الخط مثل أيران والدب الأبيض الذي استفاق من ثباته (روسيا) ، اضافة الى التحالفات الجديدة فى المنطقة العربية ، مثلاً تركيا والسعودية وقطر ، مع توسع دائرة الفوضى الخلاقة فى كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ، مع دوشة داعش ومشتقاتها ولاية سيناء وغيرها فى مصر ولبنان وتونس والجزائر إلخ … …إن القادم لا محالة سوف يكون مفاجأة لم خططت له أمريكا من خلال الشرق الأوسط الجديد ،اضافة إلى صداع الهجرة الغير شرعية ونزوح الالاف من العرب إلى دول العالم هرباً مما يحدث فى بلادهم . فما القادم ؟؟ والى متى سيبقى الغرب يطمعون بثروات العرب والحصول عليها بطريقة وحشية ؟؟ وهل امريكا تنظر الى الشرق الاوسط الجديد اليوم كما كانت تنظر اليه عندما اطلقته ؟؟