رسائل ’كتائبية’ الى حزب الله..والعنوان؟
بقلم الاعلامية : فاطمة سلامة
في خضم “عجقة” الحوارات المزدحمة على الساحة السياسية، يجد حزب “الكتائب” نفسه حتى اللحظة كمن يُغرّد خارج السرب. حامل شعار “14 آذار” النائب سعد الحريري -زميله في المسيرة- أضحى في معتقدات حزب “الله والوطن والعائلة” الأقرب الى بنشعي من الصيفي. صديقه في “الثورة” النائب سمير جعجع وقّع بين ليلة وضحاها على تفاهم استراتيجي مع الرابية. أكثر من ذلك، ينتقد هذا الحزب زحمة المواكب على خط الرابية-معراب-بنشعي، في وقت يُعد فيه زوار “البيت الكتائبي” على الأصابع. يشعر “الكتائبيون” في هذه الأيام بالعزلة عن عائلتهم الكبيرة التي تقاسموا معها سنوات من “الخبز والملح” وجمعهم معها مشروع “ثورة الأرز”، خاصةً بعدما نالت التصدعات جسم فريق “14 آذار”.
يهمس هؤلاء في مجالسهم الخاصة أكثر من أي وقت مضى بكلام الخيبة من حلفاء عقدوا تحالفات ولقاءات كانت الصيفي آخر من يعلم بها. في العلن، يُرحّب هذا الحزب بكافة أشكال التقارب بين الأفرقاء. لكن في السر، يُعبّر عن قلقه. ينتقد الطريقة التي أُديرت بها التحالفات والصفقات، كما يحلو لمقربين من الصيفي تسميتها. وهو الأمر الذي دفع حزب “الكتائب” وفق ما تكشف مصادر رفيعة لـ”العهد” الى إرسال رسائل إيجابية الى حارة حريك. الصيفي بادرت باتجاه حزب الله في محاولة “كتائبية” لإعادة تنشيط الحوار -الذي لم ينقطع أصلاً- ولكن هناك رغبة مستجدة بصكِّ تفاهم على قاعدة “ما في حدا أحسن من حدا”.
لا تُخفي المصادر أنّ أقنية التواصل مفتوحة على الدوام بين حارة حريك والصيفي. الأخيرة كانت تسعى دائماً للتمايز عن حلفائها، إيماناً منها بضرورة استمرار هذا التواصل الذي اتخذ أشكالاً متعددة بدءاً بالهاتف مروراً باللقاء على هامش نشاط البرلمان، وصولاً الى جلسة حوار منظمة. أوساط الطرفين تشير الى رغبة “كتائبية” بإعادة إحياء تلك الجلسات المنظمة التي كان آخرها منذ أشهر. وهنا تشير مصادر مواكبة الى أنّ الأخير يُرحّب ولا يمانع بأي حوار، لكنّ الاحتمالات مفتوحة على عدة نقاط: هل سيكون هناك جلسات منتظمة ودورية؟، هل ستكون اللقاءات منتجة ومستمرة أو آنية؟. تعود المصادر لتؤكّد أن الاتصالات بين الضاحية الجنوبية والصيفي لم تنقطع أبداً، لافتةً الى أنّ الطرفين لطالما بحثا في جدول أعمال منظّم يضم نقاطاً عدة راهنة واستراتيجية تتمحور حول عنوان “الدولة والمؤسسات”.
النائب “الكتائبي” إيلي ماروني يؤكّد لـ”العهد” أنّ إعادة استئناف الحوار يأتي في سياق زحمة الحوارات الجارية على الساحة اللبنانية. وفق قناعاته، لا بد من تفعيل قنوات الاتصال مع حارة حريك في ضوء الاصطفافات الجديدة لاستطلاع المتغيرات وقراءة التطورات لتحديد القواسم المشتركة بين الحزبين. يلفت المتحدّث الى أنّ عناوين عديدة ستحتل النقاشات بدءاً من الملف الرئاسي وليس انتهاءً بالأوضاع الأمنية. يكشف ماروني أنّ اتصالات مكثفة تجري صباح الإثنين لتحديد جلسة الحوار الأولى بين حارة حريك والصيفي. يأمل أن “يتمخّض عن الاجتماعات المقبلة توقيع ورقة تفاهم بين الحزبين لتنظيم الخلاف، على غرار التفاهمات المتعددة الحاصلة في البلد”.