“رقعة الشطرنج”: لن تسمعوا بـ”داعش” بعد أسابيع.. وأي مستقبل للنظام السوري؟
بعنوان “العراق وسوريا يواجهان عدم إستقرار إضافي مع تراجع تأثير داعش”، رأى الكاتب دايفد غاردنر في مقالٍ نشرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أنّ السلام يحتاج إلى تعاون بين الفرقاء المتخاصمين، وتشاركهم السلطة، بالرغم من أنّ الفديرالية -أي نظام حكم تكون فيه السلطات مقسّمة دستوريًا بين حكومة مركزية ووحدات حكومية أصغر (الأقاليم، الولايات)-قد فشلت.
وقال غاردنر إنّ صورة تنظيم “الدولة الإسلاميّة” كدولة إقتربت من الإنكسار، فخلال أيام، سيخسر مقاتلوه الموصل، عاصمتهم في شمال العراق. وأبرز المستجدات التي توحي بهزيمته كانت تفجيره جامع النوري ومئذنته يوم الاربعاء 21 حزيران الجاري، حينما أصبحت القوات العراقية على بعد عشرات الأمتار من الجامع، الذي له رمزيّة خاصّة، إذ أعلن فيه زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي عن قيام “دولة الخلافة”.
ولفت غاردنر إلى أنّ “داعش” سيخسر الرقة أيضًا في الأسابيع المقبلة، ومع انتهاء مخطّطه الشيطاني في سوريا والعراق، ستزداد الفراغات، وسيتصارع اللاعبون الخارجيون الأساسيون في سوريا، أي روسيا، إيران، الولايات المتحدة وتركيا.
وتطرّق الكاتب إلى المحادثات المؤقتة حول مستقبل شكل في العراق وسوريا، وقال إنّ منتدى أوسلو عقد مؤتمره السنوي هذا العام حول صناعة السلام في المرحلة الجيوسياسية الجديدة وخصّص جلسة لبحث الأزمة السورية كان عنوانها “رقعة الشطرنج”، شارك فيها كبار الديبوماسيين وناقشوا سوريا والعراق ما بعد “داعش”.
وأوضح أنّه “بعد الإطاحة بالرئيس الراحل صدّام حسين، كان العراق تحت الإحتلال وتبنّى الفديرالية لتقسيم القوى بين الشيعة الذين يشكّلون الأغلبية، مقارنةً مع السنّة والأقليّة الكرديّة ووقعت فيما بعد حرب أهلية”. وتابع: “في سوريا، المقسّمة اليوم، لم تنجح المركزية المتمثلة بالبعث، والنظام السوري الذي أنقذه التدخل العسكري الروسي والإيراني و”حزب الله” والحشد الشعبي رفض تقبل الفشل”.
الصحيفة سألت متحدثة بإسم النظام السوري عن ضرورة أن تتوصّل دمشق الى تسوية أو تفاهم إذا فازت في الحرب، فردّت بشكل قاطع “اللامركزية في معركة ما بعد الحرب لن تحدث في سوريا”. وكشف الكاتب أنّ روسيا وضعت مخطّطًا دستوريًا لسوريا اللامركزية. كذلك فبعض المسؤولين العسكريين الشيعة ومستشاري الرئيس بشار الأسد، يرون أنّه يمكن جمع المساحات الواسعة في سوريا والعراق مجددًا مع “إحترام الشروط المحليّة”.
وأشار الكاتب إلى أنّ التركيز الرئيسي في العراق وسوريا اليوم هو على الأكراد، فالمنطقة الكردية في شمال العراق دعت الى استفتاء في 25 أيلول للإنفضال عن العراق. وقال مسؤول العلاقات الخارجية في إقليم كردستان فلاح مصطفى بكر: “نقبل بالفديرالية كطريقة لتعزيز الشراكة والمشاركة”. لكنّ الفديرالية بحسب الكاتب تبقى فكرة مشتبهًا بها ورمزًا لتدخّل القوى الخارجية.
وختم الكاتب بالقول: “اليوم وبالرغم من أنّ الفديريالة تبدو غير فعالة في المنطقة. فالتقسيم حاصل فعليًا، مثلاً أكراد سوريا يعملون بقر ار أميركي، فإنّ أي مستقبل للنظام السوري قد يحتاج الى طريقة لتشارك السلطة”.