سرقات بوضح النهار في جبيل.. “لو فاجأتو كان ذبحني”!
صدمةُ وذهولٌ وغضبٌ ويأس بلغ الذروات. هذه هي حال سكان بعض الأحياء في جبيل التي تتعرّض راهناً لما يُشبه “الغزو” الإجراميّ الممنهج عليها، إثر تسجيل عدد من السرقات التي طالت المنازل والسيارات في وقت شبه متزامن. وفيما يبحث جميع أبناء المنطقة عن “آثار” الدولة التي يُفترض أن تؤمن لهم الحق البديهي في العيش بأمن وأمان، تراهم يرددون بحسرة :” كنا ننام وابواب بيوتنا مفتوحة!”.
منذ نحو 10 أيام، بدأت سلسلة الجرائم في أحد أحياء مدينة جبيل، فتعرّضت سيارات بعض المواطنين للتحطيم وكسر الزجاج، وسُرقت سيارات أخرى، بلغ عددها بحسب السكان ثلاثاً من نوع جيب “هوندا”. أمس، أراد المجرمون “التنويع”، فاستهدفوا منزل سيدة وسرقوا ما فيه من مال وذهب وممتلكات قيّمة. اللافت أنّ الجريمة حصلت في وضح النهار، بحسب ما أفادت الضحية عبر موقع “لبنان24″، مشيرة إلى أنها تغادر منزلها إلى العمل صباحاً، وتعود إليه عند العصر. لكن المفاجأة الأكبر أنّ الاعتداء حصل بعد عملية رصد ومراقبة، إذ تؤكد السيدة التي تقطن في الطابق الأول من مبنى يسكنه أشقاؤها، أنّ شقيقها لم يغادر منزله إلا لساعة واحدة، وبالتالي يتضح أنّ المجرم كان يراقب تحرّكاتهم جميعاً.
أكثر من ذلك، يبدو أن المجرم (أو ربما المجرمين) كان “مُرتاحاً” لدى تنفيذ جريمته: خلع باب الشقّة، ودخل مباشرة إلى غرفة نومها وسرق المال والذهب، حتى انّ “القجة” لم تسلم منه إذ عمد إلى تمزيقها ليأخذ ما في داخلها!
صدمة العمر أصابت السيدة لدى عودتها إلى منزلها الذي بدا أشبه بساح حرب. تنهمر دموعها كلّما تذكرّت أن من بين المسروقات، مجوهرات تعود إلى والدتها المتوفاة :”هودي مش بس غاليين بالقيمة المادية، إنما ايضاً بقيمتهم المعنوية”.
القوى الأمنية حضرت فوراً إلى المكان وعاينته وبوشرت التحقيقات. لكنّ الغضب الذي يتملّك السكان في ظلّ شعورهم بالقلق اليوميّ بسبب الفلتان وانتشار “الأغراب” من دون أي حسيب أو رقيب، يتفاقم.
من المفارقات المؤسفة أنّ ضحايا الفوضى والفلتان والإجرام باتوا يشكرون ربّهم أنهم بقوا على قيد الحياة. وهي حال السيدة التي نُهب منزلها، إذ تقول:” أهمّ شي الصحة. نشكر الله لي بس هيك. مبارح ساقبت رجعت عالبيت بكير…يعني لو فاجأتو كان قتلني بالسكين”.
أما الجميع فيسأل: “هل تنتظر الدولة “مزيارة ثانية وثالثة ورابعة” كي تضرب بيد من حديد؟!