شه\داء على طريق الق\دس | بقلم عبير بيضون…
تعجز الكلمات وتقف حائرة أمام من يُضحي بنفسه في سبيل الحق
تقشعر الأبدان وتنحني الهامات أمام الأبطال..
فسلامٌ على الرجال الرجال…
لا أدري بأي الكلمات أبدأ لكي أتحدث عن الرجال الذين سطروا أروع معاني البطولة والفداء فالكلمات أمام تضحياتكم لا تساوي شيئًا ولكن لا بد من كلمة حقّ تُقال…
أقول للأبطال تقدموا وسيروا على بركة الله فالصراع اشتد ولا بد من الثبات على هذا النهج الطاهر فمهما تحدثنا عنكم لا نستطيع أن نوفيكم حقكم كنتم ولا زلتم وستبقون الفرسان…
زرعتم الرعب في قلوب اليهود وأوليائه أشهد أن عزيمتكم لا تعرف الوهن وثباتكم لا يعرف الركون وصبركم لا يعرف اليأس…
السلام على حملة البنادق وثوار الدرب السلام على الوطن الذي لا يتسع إلا لشعبٍ واحد السلام على وطن الشهداء وأبناء المسيرة القرآنية ورجالها الأشداء هكذا عهدناكم دوماً في المقدمة تخوضون المعارك وفي كل صولة تقدمون الواجب المقدس…
وتمضي مسيرة العطاء مسيرة الجهاد والمقاومة ببركة دماء فرسان النِزال الفرسان البواسل ليكون الإنتصار هو القرار والشهادة هي العنوان…
بوركت الأيدي الشريفة الحرة المتوضئة الضاغطة على الزناد رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين وتخاذل الناس القاعدين…
بوركتم إخوتي وصدق الدم على ما قدمتم وبورك دم الشهداء النازف على الأرض الطاهرة يا عشاق الجهاد يا أصحاب المهام الجِسام ما تقدمونه اليوم هو من أفضل وأحب الأعمال إلى الله تعالى فمواجهة هذا العدو الغاشم يُعتبر من أجمل القربات إلى الله وخصوصاً في الليالي الفاطمية…
ها أنتم اليوم تترجمون أروع ملاحم البطولة والتضحية والذود عن حُرُمات الأمة كل الأمة…
ما أروعكم وأنتم تثبتون من جديد إن أعيادنا أعياد الدم والشهادة فلتخرس الألسن المزاودة على جهادكم فما سطرتموه من جهاد لا تقوم به إلا رجال يحملون العقيدة الراسخة والإيمان القوي أنتم من تنطبق عليهم صفات المتقين فطبتم وطابت الخاتمة…
إن الكلام عن المجاهدين المرابطين على الثغور قد يحتاج إلى عمر المرء بأكمله حتى يبلغ مِدحتهم ولعله لا يبلغ المرام فالكلمة لها أفق محدود قد لا ترقى لمستوى أن تُحاكي مقام الجهاد والمجاهدين فإن المِداد وإن كان صانعاً للمجاهدين إلا أنه لا يفي المدح بحقهم ولذا يعجز البيان وتقصر العبارة وتشع المعاني أمام من كتب بالدماء حقيقة الولاء والوفاء وروعة الإباء والتضحية وقصة البطولة والفداء وكما قال الأمين على الدماء أنتم “الوعد الصادق” وأنتم النصر الآتي بأذن الله وأنتم الحِمى للعرض والشرف وأصالة تاريخ هذة الأمة وعنوان حضارتها ورجولتها أنتم بعد الله الأمل والرهان فلا تخافوا ولا ترتجفوا ولو زالت الجبال أنتم القادة والسادة ومفخرة الأمة الذين بهم ننتصر…