شُِهدِاء الُشُِهابّيَةِ (بقَلَم أحمَد مرشِد دقمَاق)
بقَلَم أحمَد مرشِد دقمَاق ..
أمَّا بعدُ .. سلامٌ عَلى الشُّهداء ..
سلامٌ عَلى مَن عَبرُوا كَـ زُهورِ العمرِ التِّي قَطفتهَا المَنيَّة ..
سلامٌ عَلَى مَن رحَلوا كَـ فرَاشاتِ الحبِّ فِي الفُصولِ الرَّبِيعيَّة ..
سلامٌ عَلَى مَن عَزفُوا كَـ اللَّيلِ الحالكِ عَلَى أوتَارِ النُّجوم اللَّيلِيَّة ..
سلامٌ عَلَى سَاجد ، بَاقِر ، جابر ، أبُو نَاصِر ، أبو جِهاد ، ذُو الفِقار ، حيدَر ، فِدَاء ، سَعِيد والشَّهيدينِ أبُو زينبَ وَ يُوسفَ ..
ماذَا أَكتُب لِـ شُهدَاءٍ أَبْحرَت مِن دِمَائِهِم زَوارقَ الفَخرِ لِـ ترسو عَلَى شَاطِئِ المجدِ ..
أَأبدَأ مِن الشَّهيد “أبُو جِهاد” الذِّي أدركَتهُ الجِبال بِبسالتهِ وَ قوَّتهِ ، أَم أَبتَدِئ بـ “سَاجد” الذِّي استَيقظت فِيـهِ البُطولةَ لِـ يُنبِتَ مِن لـحمِـهِ وجسدِهِ عِشقَ الإِباء ..
أَم أَستهلُّ الكَلامَ مِن “جَابرٍ” الذِّي عِشقتْ وَطأَتهُ أَرض الشَّام ..
وَ كيفَ لَا أَبدأُ بـ “فِدَاء” الذِّي اخضوضَرت تحتَ قَدميهِ حَبَّات التُّراب ؛ أَو بِـ “حيدَر” صاحِب الوَجهِ المَلائكيِّ الذِّي اختَرقَ السَّحاب ..
وَ تَبقى الأَحرُف ضائعَةٌ بينَ أَهدابِ عيُون “أَبُو نَاصِرٍ” المَلاك الذِّي اختَرقَ النُّفوس هُوَ وَ “ذُو الفِقار” الذِّي تنفّس مِن نُورِ الأَقمَار و الشُّموس ..
وَ هَا أَنا أَقفُ فِي حِيرة لِأُلملمَ كلماتاً تلِيقُ بـ “بَاقِرٍ” صاحِب الوَجه البَريء الذِّي أَفنى عُمرهُ الصَّغير فِي سبيلِ الجِهاد وإِكمَالِ المَسِير ..
هَا هُنَا يَبكِي القَلمُ حُزنَاً ، لِأَنَّ الذِّي يكتُب عنْهُ هوَ “سعِيدٌ” الذِّي لم يَعُد بعدُ مِن مِشوَارهِ الطَّويل و الذِّي بعدُ لَا ضَريحَ يحوِيهِ وَ لَا قَبر يَأوِيهِ ..
وتَبقَى الغَصَّةُ فِي كُلٍّ مِن الشَّهيدين “يُوسفَ” الذِّي تبعثَرت كلّ كلمات القَوَامِيس مِن أَجلِ بسمةِ عَينيهِ ، حتّى انقطَعتْ الأَوراق جَمِيعها فَـ تَناثَرت المَوَاضِيع وَ غرِقَت الحُروف فِي مُحيطِ بحرِ الدُّموع ..
وَ “أَبُو زينبَ” الذِّي خـجِلت مِنـهُ الكلمات لأنَّه مَن علَّمَ الحُروف كِتابة أَلحـانَ الجِـهاد وَ حِيـاكة أَبيـات الشَّهادة ..
أَخِيراً وَ ليسَ آَخِرَاً ..
أَخجلُ مِنكُم يَا نُجُومَ السَّماء فمهمَا كَتبتُ لكُم ، سَتبقُونَ مَشاعِل تُهدي البَشر أَحلامَاً وَ تزرعُون وُروداً لِِتسكبوا عِطراً ..