‘صرخة أخيرة’… قريباً أزمة جديدة في شوارع بيروت؟
وكأنه لا يكفي اللبنانيين سلسلة الأزمات التي تعصف بهم من دون أي بصيص أمل، فبعد أزمة الكهرباء، المحروقات، الأدوية، الدولار، وغيرها الكثير، سيواجه أهالي بيروت نهاية الشهر أزمة قديمة متجددة ألا وهي عودة مشهد النفايات إلى شوارع العاصمة.
وكأن جهنم فتحت أبوابها على وسعها، ونار المآسي يتأجج لهيبها، فالشركة المتعهدة بجمع ورفع النفايات “رامكو” أطلقت صرخة تحذيرية جديدة اليوم، بعد لقائها محافظ بيروت مروان عبود، حيث حملت سلسلة من المطالب إن لم تجر معالجتها فإن لا حل أمامها سوى اتخاذ القرار الصعب.
صرخة أخيرة
مدير عام “رامكو” وليد بو سعد شرح لـ”النهار” الصعوبات ومدى الخسائر التي تواجهها الشركة بالقول: “قدرتنا التشغيلية انخفضت بشكل كبير، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي والمالي لاسيما تراجع سعر الصرف، ما تسبب بخلل في الميزان الاقتصادي والمالي في العقد بين الشركة وبلدية بيروت”، مضيفاً: “منذ مدة نناشد البلدية للتوصل إلى حل، واليوم عقدنا اجتماعاً مع محافظ بيروت مروان عبود حيث أبدى تجاوباً كبيراً، مطلعاً إيانا أنه يعلم بمعاناتنا ومعاناة أهالي بيروت، إلا أن الأمر يحتاج كما قال إلى تشريع من قبل المجلس البلدي، وقد طلبنا منه الاجتماع بالسلطة التشريعية في المجلس البلدي لأخذ القرار، اذ لا يمكننا الاستمرار في هذا الوضع”.
خسائر كبيرة
كل ما تطالبه الشركة، كما قال سعد، ينص عليه العقد “نحن لا نطلب مساعدة أو حسنة، حقنا مذكور، فكلفة الطن 30 دولاراً ونريد قبضها على هذا السعر، ليس أن نتسلمها من خلال شيك ليتوقف عندها سعر الطن بنحو 4،3 دولار”، مشدّداً أن “الكلفة التشغيلية ارتفعت 1200 في المئة، وفي المقابل المبالغ التي أتقاضاها من بلدية بيروت انخفضت 85 في المئة، فأي شركة يمكنها تحمل خسارة 200 ألف دولار في الشهر؟ منذ سنة 2019 الى اليوم نحن نتحمل من دون أن تتحمل البلدية معنا شيئاً”. وشدد على “أننا حريصون على عدم تراكم النفايات في شوارع بيروت في حين أن السلطة المعنية لا تبالي”.
أسباب تراكم النفايات
وعن قدرة الشركة على الاستمرار في تأمين المازوت، أجاب: “نحتاج الى 100 ألف ليتر أسبوعياً، هناك شركات تلبّينا، لكن مع اشتداد الأزمات في البلد كما يحصل الآن نلجأ إلى السوق السوداء، حيث سعر الصفيحة يتراوح بين 250 و320 ألف ليرة”.
وعما إن خفضت الشركة كميات النفايات التي ترفعها، أجاب: “لم نوقف العمل في بيروت، لكن تراكم النفايات يعود إلى أسباب عدة، أولها عدم قدرة الموظفين من الوصول إلى العمل في الوقت المحدد بسبب فقدان المحروقات، ولهذا ناشدنا أهلنا في بيروت عدم رمي النفايات من الساعة السادسة صباحاً إلى الساعة الثانية بعد ظهر، والقيام بذلك من الساعة الثانية الى السادسة صباحاً”، لافتاً إلى أن “كمية النفايات انخفضت في بيروت بنسبة 35 في المئة، أي أنها خسارة فوق خسارتنا، إذ أن إيراداتنا انخفضت 35 في المئة، عدا عن خسارة فرق الدولار”.
كانت كلفة جمع ورفع النفايات على بلدية بيروت كما قال بو سعد “مليون و200 ألف دولار سنة 2018- 2019، أما الآن فـ 60 ألف دولار، هذا الفرق نتحمله نحن، من هنا إما أن تلعب بلدية بيروت دورها وتأخذ قراراً للحل، والا فان العاصمة ستواجه مشكلة كبيرة، فاذا لم يقم المسؤولون بواجباتهم لن نقوم بواجباتنا”.
المصدر : أسرار شبارو – النهار