صواريخ على إمتداد 150 كلم في هذه المنطقة.. العمق الإسرائيلي سهل المنال
انقضت اليوم مهلة مرحلة خفض التوتر التي أقرها مؤتمر اﻻستانة كممر تمهيدي قبل الولوج في المفاوضات السياسية لحل اﻻزمة السورية. و يمكن القول بأن تجربة المرحلة اﻻنتقالية والتي امتدت ستة أشهرلم تكن مشجعة بالشكل الكافي كونها سجلت خروقات جسيمة بل كادت تنهارعبرالتصعيد العسكري خصوصا في اﻻيام اﻻخيرة.
وعليه، فإن الساحة السورية مرشحة لجولات قتال عنيفة في المرحلة المقبلة. وحسب المعلومات الميدانية فإن مدينة حماه هي أولى الجبهات التي اشتعلت فجراً قبيل نهاية نهاية المهلة رسمياً.
وحسب مصادر ميدانية فإن لحماه خصوصية لموقعها الجغرافي أولاً كونها عقدة ربط طرق اﻻمداد العسكري ما بين العاصمة دمشق نحو الشمال أو الشرق وحتى بإتجاه الساحل السوري، ومن ثم لكونها مركز ثقل لتنظيم “داعش”، خصوصاً بعد انسحاب قيادة التنظيم من عمق محافظة الرقة نحو البادية السورية.
وتضيف المصادرالميدانية السورية عن توافر معطيات عن تحركات جبهة “النصرة” ضمن خطة للإنتقال بمجموعاتها من جنوب ادلب نتيجة حدة المعارك مع المجموعات الموالية لتركيا نحو ريف حلب الجنوبي، وهي لن تمر بسلاسة مع تنفيذ تركيا عملية “غصن الزيتون” للسيطرة على الشمال السوري من مدينة عفرين حتى إعزاز بطول 37 كلم على اﻻقل .
لا يبدو أن مصير العاصمة السورية أفضل حالٍ مع القصف اليومي في إتجاه اﻻحياء الشرقية في دمشق المنطلق من الغوطة الشرقية، حيث يتمركز “فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة” بشكل رئيسي . ولعل الملفت هو اﻻصرار على شلل الحركة في دمشق يومياً كعامل ضغط يومي في سبيل تحسين شروط التفاوض، خصوصاً أن محافظة دمشق وريفها تعد الخاصرة الرخوة للرئيس السوري بعد احكام قبضة الفرقة الرابعة في الجيش السوري على كل التلال المحيطة بالعاصمة .
كل هذه اﻻجواء الملتهبة في وسط شمال ووسط سوريا لا يقاس بمخاطر جبهات الجنوب، وقد باتت جبهة القنيطرة تحت المجهر اﻻقليمي والدولي نظرا إلى حساسية هذه المنطقة التي هي على تماس جغرافي مباشر مع الجولان المحتل ما يعني دخول العامل اﻻسرائيلي على خط اﻻزمة السورية .
في هذا السياق، لا ينفصل إسقاط الطائرة الاسرائيلية ضمن مسار التصعيد الحاصل خصوصا وسط المعلومات عن نشر الجيش السوري منظومة صاروخية متطورة تصل إلى حدود 150 كلم ، ما يعني حكماً إشتعال مواجهة إقليمية شاملة من دون إمكانية ضبطها وسط قوى اقليمية متصارعة بطريقة غير مباشرة على اﻻراضي السورية .
مصباح العلي – لبنان 24